الذي تجريه حماس على أرض غزة يخالف شرع الله ـ تعالى ـ / مقالة للشيخ هشام العارف
هذه مقالة كتبها الشيخ هشام العارف و هو أحد مشايخ السنة في القدس و يبين فيها حال حركة حماس و جهادها المزعوم الذي جر الأذى على المسلمين في فلسطين
أرجو أن تنشرها أخي الكريم ما استطعت لبيان حال هذه الجماعة التي جرت المصائب و سلطت الكفار على المسلمين
--------------
الذي تجريه حماس على أرض غزة يخالف شرع الله ـ تعالى ـ لمسائل:
حماس جهادها مزعوم
(1) الجهاد المزعوم الذي تدَّعيه حماس هو خلاف فتوى العلماء الربانيين في الجهاد المشروع، وقد كتب العلماء في بيان الجهاد المشروع وفصَّلوا فيه التفصيل الكافي. (انظر في هذا الرابط ستجد فتاوى العلماء في الجهاد )
حماس جماعة لا يرجى لها النجاح
(2) وحماس جماعة لا يرجى لها النجاح بسبب التخليط الموجود في معتقداتها، فهي تقبل أن يجتمع فيها كل أهل الضلال، من المعتزلة، والأشاعرة، والخوارج، والصوفية، والرافضة، .. الخ وهؤلاء جميعاً إخواناً في الباطل، وليسوا إخواناً في الحق.
(3) وحماس مستعدة لأن تتحالف مع جميع الفصائل الفلسطينية على مختلف توجهاتها، ولو كانت توجهاتها ملحدة. كما هي مستعدة للتحالف مع النصيرية الذين وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بالغلاة الذين يعتقدون إلهية علي وأنهم أكفر من اليهود و النصارى. وكل من تتحالف معهم حماس من الفصائل والفئات الغير ملحدة مستعدون ـ هم الآخرون ـ أن يتحالفوا مع الشيطان!!
(4) وحماس في قتالها لا ترفع راية لا إله إلا الله، فإن قال قائل ـ متحدّياً ـ: لا، هي ترفعها.
فجوابنا: إن رفعتها فإنها ترفعها شعاراً لدغدغة عواطف الناس، كما فعل من قبل صدّام ـ رحمه الله ـ عند دخول الكويت فجأة، وكما فعل نصر اللات الرافضي الحاقد على السنة وأهلها، الذي تغيّرت قواعد اللعبة عنده فجأة فسمح لنفسه أن يدمِّر لبنان باسم الدين. وإلا فلو أنهم صدقوا في رفع راية التوحيد لكانوا على بصيرة من أمرهم، وما تحولنا من دمار إلى دمار.
حماس متلونة
(5) وحماس تتغير قواعد اللعبة عندها من حين لآخر، بناء على تغير مصالحها للحفاظ على مكتسباتها الفانية، فمن قال أن حماس تراعي مصالح الناس وتعمل بشرع الله ـ تعالى ـ فهو حتماً واهم مضلَّل.
(6) وحمّاس جماعة ذكية في تضليل الناس وبالأخص تضليل العوام منهم، فكما أن حماس تضلل الناس عن الحق، فهي تضللهم عن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، وبالتالي فإن التضليل والتلبيس واستعمال أنواع الحيلة والتحايل باستخدام الفتاوى المزوَّرة من أهم الأسس التي تقوم عليها هذه الحركة الفاشلة.
(7) وحماس على استعداد أن تجعل من غزة مقبرة لمن فيها من المسلمين، قبل أن تجعلها مقبرة لليهود ـ بزعمها ـ لأنها تجد وغيرها من جماعات الهوى والضلال أن الذي يجري على أرض غزة يتهدد كيانها بالاستئصال، فحماس اختبأت في أوساط الناس تزعم أنها من الناس للناس، فدمَّرت المنازل والمساجد والمدارس والمستشفيات.
(8) وحماس في ظل هذه الظروف الراهنة تريد أن تجعل لصوتها امتداداً في العالم، إمعاناً في التضليل ليزداد الصف المسلم تفرقاً.
(9) وحماس تستعمل كثيراً من المشايخ السذَّج ورقة لترويج ضلالها حتى تكسب مزيداً من التأييد في وسط العوام الذين بات يتضح للجميع أنهم يجهلون هويتها في تدمير الدين بعد أن عملت على تدميرهم.
حماس مهزومة
(10) وحماس مهزومة وسوف تستمر هزيمتها على نطاق أوسع لأنها تكذب على الناس في اتفاقياتها، وعندها القدرة على التملص والروغان بشكل يحيِّر العقلاء، لكنها لن تستمر طويلاً إذا صار الناس على بيِّنة من أمرها وصاروا إلى قناعة تامة أن هذه الجماعة؛ جماعة تلعب على العاطفة وتلعب على الدين.
حماس من الخوارج
(11) وحماس على رأس الحركات الضالة، وجماعات الأهواء في تغذية روح الخروج على ولاة الأمر (العلماء الحكماء قبل السّاسة الأمراء) متأثرة بمنهاج الشيعة عموماً والرافضة خصوصاً، وما القاعدة (الخوارج العصريون، السلفية الجهادية) ـ بقيادة ابن لادن، والظواهري، وسفر الحوالي، وسلمان العودة، وابن حسان، وغيرهم من الضلاّل المنتشرين هنا وهناك ـ إلا وليدة فكرها وربيبة هواها ومنطلق خروجها.
(12) وحماس والقاعدة والرافضة (توائم الخروج) يجتمعون على السنة وأهلها، ويفترقون:
فعلى رأس افتراقهم شدة كيدهم لأهل السنة استدراجاً من التقية المدهونة إلى المواجهة الصريحة الملعونة، فالرافضة صانعة التقية باتت تقيتها مكشوفة، فلبستها حماس ثم القاعدة والأخيرة الآن أشدهم تلبيساً وتقية.
ويفترقون أيضاً: عند إرادة تغليب ضلال كل فئة منهم على ضلال الآخر. بحيث تعمل الرافضة على أن يغلب دينها دين الخوارج، وتعمل الخوارج على أن يغلب دينها دين الرافضة، ويدفع أهل السنة عموماً ثمن الصراع الآتي بين الطرفين، وحماس استمرت مقبولة عند الناس لأنها ضللت ـ كما ذكرنا ـ ولأنها خلَّطت، لكنها لمّا أرادت الآن أن تتسلق بجهلها تبتغي العملقة والهيمنة لتأثرها بمنهج الشيعة السياسي على الرافضة التي سبقتها في الظهور، تركتها لاحقتها وفقسها القاعدة لتعود قزماً تنقسم في نهاية مطافها إلى قسمين فيذوب كل قسم في واحد من الاثنين الرافضة والقاعدة.
والثلاثة يفترقون في الوصول إلى نصيبهم المقدَّر من الدنيا، نهباً للخيرات وبعثرة لها، وتخمة في الحرام. فالقاسم المشترك أن هذه الفرق الثلاثة تتسارع في الحصول على قصعتها من الدنيا كالذئاب الضارية، ولو أنها ترتكب في سبيل ذلك أكبر الحماقات.
حماس جسر واضح المعالم لتوسيع دائرة الفتن
(13) ونحذِّر بأن حماس ستوسع ـ وهي في طريق ذوبانها ـ دائرة فسادها وفتنتها نقمةً لتنقله إلى بلدان أخرى: مثل مصر والسعودية واليمن التي تنعكس في النهاية ـ آثار الصراع فيها ـ على بلاد الشام ثانية ليكون حسمها في لبنان وسوريا.
حماس ليست منصورة ولا هي من الطائفة المنصورة
(14) من وصف حماس بأنها الجماعة أو من الطائفة المنصورة فهو غبي حاقد على أهل السنة وأهلها، وهو ضال مضلّ. فحماس ليست من الطائفة المنصورة لا من قريب ولا من بعيد، بل حماس هدّامة تعمل على هدم أصول الدعوة السلفية من أساسها.
(15) ومن انتسب للحديث وأهله من مشايخ حماس والإخوان وغيرهم من المبتدعة وأهل الأهواء فانتسابه باطل بنص الكتاب والسنة، وانتساب لتزوير الحقائق، قال العلامة الشيخ محمد الخضر حسين في كتابه "الدعوة إلى الإصلاح":
"ومن الناس من يضمر في نفسه لُبانة لا تنالها يده إلا بمساعدة قومه، فينصب اسم الإصلاح شَرَكاً لاستعطافهم والتفافهم حوله، فإذا ضحك الإقبال في وجهـه، وحان قطاف أمنيته: انصرف عن معاضدة العدل، وعرَّى أفراس الدعوة ورواحلها".!!!!!
وقال ـ رحمه الله ـ:
"تهافت كثير من أصحاب الضمائر المعتلَّة على منصب الدعوة، واجتهدوا في كتم سرائرهم بغاية ما يستطيعون، وما لبثوا أن انكشف سرّهم، وافتضح أمرهم؛ سنَّة الله في الذين يظهرون بغير ما يعلمون من أنفسهم".!!!!!
وقال ـ رحمه الله ـ:
"وهذا ما يجعل أذكياء الناس يحترسون ممن يخرج في زِيِّ مصلحٍ، أشد مما يحذرون المجاهر بإرادة العنت والفساد، فأخو العشيرة إذا ظهر لهم في ثـوب الناصح الأمين؛ انخدع لأقواله أهل الغباوة!!!!! والتبس حاله على كثير من أهل النباهة!!!!! فيجد سبلاً مفتوحة ونفوساً متهيئة لقبول ما يدسّه في مطوي كلامه، ويكنّه تحت اسم الإصلاح من مقاصد سيئة، فيكون كيده أقرب إصابة، وأنفذ رمية من خطر المبارز لهم بالعداوة، والعمل على شقائهم؛ فإن من يكشف لهم عن بطانة صدره: لا يرميهم بالمكايد تحت ستار، ولو رماهم بها في مواربة لوجدوا من شعورهم بطويته ما يحملهم على سوء الظـن به، وينقذهم من الوقوع في حبائله".!!!!!
وقال ـ رحمه الله ـ:
"ونحن نرى الذين يصدّون عن الإسلام من المخالفين له علانية: لم ينالوا بين الأمم الإسلامية إلا خيبةً وخساراً، ورأينا الفئة التي ما برحت تذكر في حساب المسلمين ـ وهي تحمل لهم عداوة الذين أشركوا ـ قد فعلت في فريق من شبابنا؛ ما تقر له عين الأجنبي الذي يحاول أن تكون سلطته خالدة".
وقال ـ رحمه الله ـ:
"والتمييز بين من وقف ينادي للإصلاح صادقاً، ومن لبس قميص المصلح عارية ـ لدنيا يصيبها، أو وجاهة يتباهى بها ـ إنما تهتدي إليه الفراسة المهذبة والاختبار الصحيح.
وقال ـ رحمه الله ـ:
"والشأن في من انطوى صدره على سريرة غير طيبة: أن يبتغي إليها الوسيلة، فإذا أبطأت به ولم تقع عينه إلا على خيبة وإخفاق؛ ملَّ العمل وصرف جهده إلى وسيلة أخرى".!!!!!
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ ينقل عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "كما أن خير الناس الأنبياء، فشر الناس من تشبه بهم من الكذابين وادعى أنه منهم وليس منهم. فخير الناس بعدهم: العلماء، والشهداء، والمتصدقون، والمخلصون، وشر الناس من تشبه بهم يوهم أنه منهم وليس منهم". ["الداء والدواء" (صفحة:55)]
وقال أبو نصر السجزي ـ رحمه الله ـ في رسالته إلى أهل زبيد بعد أن كشف خفايا الكلاَّبية والأشعرية وأنهم غير مثبتين لصفات الله ـ عز وجل ـ:
"والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السنة من هؤلاء، لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستخف ولم تموه، بل قالت: إن الله بذاته في كل مكان، وإنه غير مرئي، وإنه لا سمع له ولا بصر.. والكلابية والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة، والذب عن السنة وأهلها..والضرر بهم أكثر من المعتزلة لإظهار أولئك ـ يعني المعتزلة ـ ومجانبتهم أهل السنة، وإخفاء هؤلاء ـ يعني الأشعرية ـ ومخالطتهم أهل الحق".
وقال أيضاً: "والذين بُلي كثير من أهل العلم بهم:المعتزلة، وهم أعداء الأثر وأهله، وكبراؤهم أبو الهذيل العلاف، وجعفر بن مبشر، والنظام، والجاحظ، وأبو علي الجبائي، وابنه أبو هاشم، وأبو القاسم الكعبي البلخي، وقبل هؤلاء: عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وبعدهم، أبو عبد الله البصري، وأبو القاسم الواسطي. وبعدهما: الصاحب إسماعيل بن عباد، وعبد الجبار الأسداباي، كل هؤلاء دعاة إلى الضلالة. ثم بُلي أهل السنة بعد هؤلاء بقوم يدَّعون أنهم من أهل الاتباع، وضررهم أكثر من ضرر المعتزلة وغيرهم".
فساد حماس أعظم من فساد العدو من أهل الحرب
(16) وعليه فإن فساد حماس أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون ابتداءً".
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "وأعداء الدين نوعان: الكفار، والمنافقون، وقد أمر الله نبيه بجهاد الطائفتين في قوله ـ تعالى ـ في سورة التوبة: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ..(73) في آيتين من القرآن".
[يشير بذلك ـ رحمه الله ـ إلى الآية رقم (9) من سورة التحريم بعد التوبة] وقال ـ رحمه الله ـ:
"فإذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعاً تخالف الكتاب، ويلبسونها على الناس، ولم تبين للناس: فسد أمر الكتاب، وبدل الدين؛ كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر على أهله".
وقال: "وإذا كان أقوام ليسوا منافقين، لكنهم سمَّاعون للمنافقين: قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقاً؛ وهو مخالف للكتاب وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين كما قال ـ تعالى ـ في سورة التوبة: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ(47).
فلا بد أيضاً من بيان حال هؤلاء؛ بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم، فإن فيهم إيماناً يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين، فلا بد من التحذير من تلك البدع، وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم؛ بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق؛ لكن قالوها ظانين أنها هدى، وأنها خير، وأنها دين؛ ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالها".["مجموع الفتاوى" (28/231-232)]
الدعوة السلفية منصورة بنص الكتاب والسنة لأنها الحجة على الناس
(17) قال الشيخ محمد كرد علي ـ رحمه الله ـ في ترجمته لشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "المذكرات": "لو لمعت دعوة ابن تيمية لسلم هذا الدين من تخريف المخرفين على الدهر، ولما سمعنا أحداً في الديار الإسلامية يدعو لغير الله، ولا ضريحاً تشد إليه الرحال بما يخالف الشرع، ولا يعتقد بالكرامات على ما ينكره دين أتى بالتوحيد لا للشرك، ولسلامة العقول لا للخبال والخيال".
وقال: "كان ابن تيمية في النصف الثاني من عمره سراجاً وهاجاً أطفأ بعلمه وعمله شهرة أرباب المظاهر من القضاة والعلماء، وكان الصدر المقدَّم كلما دخل في موضوع ديني أو سياسي، وعبثاً حاول بعض الشافعية والمالكية أن يسلموه للعامة يقتلونه فما استطاعوا أكثر من حجر حريته أشهراً في سجنه، وكان الملوك يحمونه من تعصب خصومه ويعرفون قدره". وقال: "كان يهتم لنشر الدين، والقضاء على البدع بقلبه ولسانه وقلمه، وهمَّهم أن يرضى عنهم السلطان فيبقيهم في مناصبهم ويستميلوا العامة فيقبِّلوا أيديهم".
وراح مرة في ثلة من أصحابه ومعهم حجّارون وأمرهم بقطع صخرة كانت بنهر قلوط بدمشق تزار وينذر لها، فقطعها وأراح المسلمين منها ومن الشرك بها، فأزاح عن المسلمين شبهة كان شرها عظيماً".
إعداد:
هشام بن فهمي العارف 18/1/1430 الموافق 14/1/2009