الاثنين، ديسمبر 25، 2006

عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ....شهيد الدار

عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ثالث الخلفاء الراشدين و أحد السابقين إلى الإسلام و من العشرة المبشرين بالجنة .
من الذي قتله و حرض على قتله ؟ و كيف مات شهيداً رضي الله عنه ؟
قصة مقتله في شريط للشيخ سلطان العيد حفظه الله
الوجه الأول
الوجه الثاني

الأربعاء، ديسمبر 13، 2006

و الذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير


: يقول الله تعالى
يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِير
إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ

----------------
ما هو القطمير ؟؟
قَالَ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا الْقِطْمِير هُوَ : اللِّفَافَة الَّتِي تَكُون عَلَى نَوَاة التَّمْرَة أَيْ لَا يَمْلِكُونَ مِنْ السَّمَاوَات وَالْأَرْض شَيْئًا وَلَا بِمِقْدَارِ هَذَا الْقِطْمِير
هذه الآية تبين أن كل من دعي من دون الله سواء كان ملكاً أو نبياً أو ولياُ أو صنماً فإنه لا ينفع ولا يضر و يكفي في تأكيد هذا المعنى ما قاله الله لأكرم الخلق:" قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا (20) قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا (21) قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا "
فإذا كان أشرف الخلق لا يملك لغيره شيئاً من النفع و الضر فكيف بغيره من الخلق ؟؟
فهل تملك فاطمة أو هل يملك علياً أو هل يملك الحسن و الحسين - رضي الله عنهم- النفع أو الضر لغيرهم من الخلق ؟؟
هل يملك من دونهم من الناس كالبدوي و الشيخ عبد القادر الجيلاني و السيدة زينب شيء من النفع و الضر ؟؟
يقول الله لنبيه
قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ
فإذا كان النبي - عليه الصلاة و السلام - لا يملك شيئاً من النفع و الضر فكيف يملكه غيره ؟؟
و تأمل هذه الآية إن لم تكن قد سمعتها من قبل
يقول الله تعالى
أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
هل هناك أوضح من هذا البيان الذي لا لبس فيه ؟؟
عباد أمثالكم
لايملكون شيئاً من النفع والضر و ليس لهم ملك في السماوات فكيف يدعون ويترك جبار السماوات و الأرض ؟؟
و أخيراً
الشرك أعظم الظلم لأن الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه ولا أعظم ظلما من شكاية العبد ربه الذي هو أرحم الراحمين فيما أصابه من ضر أو فاته من خير إلي من لا يرحمه ولا يسمعه ولا يبصره ولا يعلمه ولا يملك لنفسه ولا لداعية من ضر ولا نفع ولا موت ولا حياة ولا نشور ولا يغني عنه مثقال ذرة وعدوله عمن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه ويفزع في قضاء حوائجه إلى من لا قدرة له علي شيء البتة
هذه إشارات لا تحتمل الإطالة و هذه مقالة للشيخ العلامة عبد العزيز بن باز - رحمه الله - لبيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل و
الفرق بين دين المرسلين و دين المشركين

الخميس، نوفمبر 23، 2006

أهل السنة ليس عندهم إلا قال الله و قال الرسول و قال الصحابة - الشيخ عبيد الجابري


أحسن الله إليكم ، وبارك فيكم. وهذا سائل يسأل ، يقول:- في كل زمان يفارق أهل الحق عن غيرهم ، ويتميزون بأمور، فكيف نفـرِّق اليوم بين أهل الحق ، وغيرهم؟!!
يا بني - في الحقيقة- ما أظنني آتٍ إياك بجديد. أهل الســنـة هم الذين على السـنـة، ومستندهم في ذالك ومحل فقههم في ذالك؛ هو:- الكتاب والسنة على وفق سيرة السلف الصالح، وإن شئت فقل:-
فقه الكتاب والسنة على وفق سيرة السلف الصالح. هذا أولاً.
فليس عند أهل السـنـة إلا قال الله و قال رسوله و قال الصحابة وأئمة الهدى من بعدهم؛ ليس عندهم شيء يتحفون به الناس تطويراً؛ مسايرةً للعصور- لا- لـماذا؟ لأن " السـنة هي السلفـية ".
والـسلفـية لم يؤسسها أحدٌ من البشر؛ هي من عند الله سبحانه وتعالى، جاءت بها النبيون والمرسلون، بدءاً من نوح صلى الله عليه وسلم، وانتهاءً بمحمد صلى الله عليه وسلم، وصلى الله وسلم على الجميع، وآدم من قبل نوح كان نبياً مكلَّماً عليه الصلاة والسلام، لكن أهل الــعـلـم يقولــون: أول الرسل نوح؛ لأنـه أول نبي أرسله الله إلى أهل الأرض، ولهذا فإن ( السـلفيـين؛ أهـل السـنة والـجماعة؛ أهـل الحـديث؛ أهـل الأثـر الفرقة الناجية؛ الطائفة المنصورة ) يزنون أقوال الناس وأعمالهم بميزانين؛ وذانكم الميزانان هما:-
(النص،والإجماع)
فمن وافق نصاً، أو إجماعاً قُـبل منه، ومن خالف نصاً أو إجماعاً رُدَّ عليه كائناً من كان ثم هذا الموافق لنصٍ أو إجماع؛ قـــد يكون من أهل السنة، وقـــد يكون من غيرهم.
فإن كان منهم: فإنه يكبر في أعينهم ويعظم في قلوبهم؛ لأن هذا هو الرابـطة بيـنهم وبين الناس، فكلما كان الرجل مكيناً في السنة قوياً في الذب عنها وعن أهلها والنصرة لها ولأهلها كلما كان في أعينهم عظيماً كبيراً. وإن كان من غير أهل السنة: فيقبلون ما جاء به من الحق، لكـن لا يركنون إليه، ولا يطمئنون إليه؛ لأنه غريبٌ عنهم، لكن وافق في قوله أو فعله ما عندهم، فهم لا يقبلون منه الحق لذاته- لا - بل لموافقته السنة
وثمة أمر ثالث وهو:-
أن السني- حتى وإن جفاه بعض أهل السنة - هو محبٌ لهم، منافحٌ عنهم، يدعوا لهم، ويدعوا إليهم، ويربط الناسَ بهم ولا يفاصلهم، وإن كان بينه وبين بعض أهل السنة شيء من الجفوة، وشيء من النفرة؛ لأن الذي جمع بينهم هو:-
دين الإسلام الخالص؛ اجتمعوا في الله، ويحبون أنهم كما اجتمعوا في الله، أن يتفرقوا عليه.
أما المبتدع:- فليس على ذالك؛ هو يناصب أهل السنة، ومن يواليهم العداوة، ويُـظهر بغضهم والنفرة منهم ويحـقِّر شأنهم، ويسعى
جاهداً في فصل الناس عنهم. هذا ما يمكن قولي - هذه اللحظة- جواباً على سؤالك
من شريط :الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة و أهل الباطل
و الأمر كما ذكر الشيخ - حفظه الله- تبعاً للأئمة من قبل و منهم الإمام ابن القيم - رحمه الله-في أبيات له
العلم قال الله قال رسولُه ... قال الصحابةُ ليس بالتمويه
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة ... بين الرسول وبين رأى فقيه
كلا ولا جحْد الصفات ونفيها ... حذرا من التمثيل والتشبيه
الفوائد جزء 1 ص 105

الثلاثاء، نوفمبر 14، 2006

تحذير سماحة الشيخ ابن باز من الخارجي أسامة بن لادن





بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وبعد

فلا زال أئمة الإسلام يحذرون الناس من الأغترار بأهل الأهواء و المنتسبين إلى العلم و السنة و هم ليسوا من أهلها مقتدين في ذلك بسيد الخلق لما قال لعائشة- رضي الله عنها - تحذيرا من أهل الأهواء " فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم "و اشتد تحذيرهم من فرقة معينة و هي فرقة الخوارج وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن فيكم قوماً يتعبدون حتى يعجبوا الناس، ويعجبهم أنفسهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ). وقال " قوم يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " و قال النبي صلى الله عليه وسلم يقتلون أهل الإسلام وَيَدَعُون أهل الأوثان"

فكم قتلوا من المسلمين في مصر و الجزائر و العراق و الأردن و الكويت و السعودية ولا حول ولا قوة إلا بالله ).

و هي اكثر فرقة حذر منها رسول الله - صلى الله عليه و سلم - لا على أنها أضل فرقة و لكن لأنها من أكثر الفرق التي ينتشر ضلالها بسبب اغترار الناس بعبادة أصحابها و إظهارهم للزهد و الورع

قال الآجري رحمه الله في الشريعة (ص21): ( لم يختلف العلماء قديما وحديثاً أن الخوارج قوم سوء، عصاة لله عز وجل، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن صاموا وصلوا واجتهدوا في العبادة فليس ذلك بنافع لهم، وإن أظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وليس بنافع لهم لأنهم قوم يتأوّلون القرآن على ما يهوون، ويموهون على المسلمين، وقد حذر الله عز وجل منهم، وحذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذرنا الخلفاء الراشدون بعده، وحذرنا الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان رحمة الله عليهم ).اهـ

و سيراًً على نهج السلف فهذا كلام الإمام ابن باز - رحمه الله - في التحذير من داعية الضلالة أسامة بن لادن و دعوته له للتوبة

النصوح

الجمعة، نوفمبر 10، 2006

'فاذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون- بقلم محمد العنجري

كم هو خفي مستقبل الإنسان في هذه الحياة، فهو يعمل جاهدا ليل نهار، وما هي إلا لحظات فيدركه ملك الموت ويعيقه عن بلوغ وتحقيق أفكاره وأمنياته
والمسلم في هذه الدنيا له غايات كثيرة فتجعله منشغلا بها تائها في التزاماتها وتوابعهاِ وهو يتذكر قول الحق تعالى 'وما تدري نفس ما تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت '، فالموت نهاية حتمية يتجاهلها البعض ولكن من تذكر قول الحق تعالى 'كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة '، وقوله تعالى 'وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد 'كان لزاما عليه أن يتأهب في كل ساعة وفي كل لحظة من حياته لهذا اللقاء، ومن انشغل عن ذلك فهو الخاسر إذا أدركه الموت حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم 'إنما الأعمال بالخواتيم 'فمن كانت خاتمته على خير كان من الفائزين، ومن كانت خاتمته على سوء كان من الخاسرينِ ولكن متى يكون الأجل؟ وكيف يكون؟ وأين يكون؟ِ
هذه الأسئلة يعي حقيقتها من آمن بالبعث والنشور وهو يوم وصفه لنا الحق تعالى بقوله 'يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد 'ِ فنسأل الله العزيز رب العرش العظيم أن يحسن خاتمتنا ويستر عوراتنا ويظلنا في يوم البعث في ظله يوم لا ظل الا ظلهِِِ اللهم آمينِ

جلسة في الإمارات

تسجيل لجلسة في الإمارات في يوم الأحد 7 من شوال 1427ه ـللمشايخ فلاح إسماعيل ومحمد الهاجري ومحمد العنجري بعنوان:
أهمية لزوم السنة بفهم سلف الأمة
أسأل الله أن ينفع بها الجميع
:الجزء الأول
: الجزء الثاني

السبت، أكتوبر 14، 2006

علم القبر و علم الخبز

عن عبد الله بن أحمد بن شبويه قال سمعت أبي يقول
من أراد علم القبر فعليه بالأثر ومن أراد علم الخبز فعليه بالرأي
انظر: تهذيب الكمال1/435 و تاريخ الإسلام1/1681
وكذلك السنة من ابتغاها فعليه الصبر و من أراد الجاه و الرئاسة و المال فلا يطلبها من باب السنة بل باب البدع مفتوح على مصراعيه لمن أراد سلوك طريق الباطل و متاع الدنيا فيه موجود
و الله جعل الدار الآخرة لمن نحى نفسه عن العلو في الأرض و لم يطلب بعلمه حظاً من الدنيا
قال تعالى " تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين
:يقول الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله -في مقدمة كتاب ذم المسألة
وأخيرًا فإنني أنصح لأهل السنة أن يصبروا على الفقر، فهي الحال التي اختارها الله لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: " ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثّمرات وبشّر الصّابرين * الّذين إذاأصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون "

الأحد، أكتوبر 08، 2006

الألباني و ما أدراك ما الألباني - الشيخ أحمد السبيعي

مع انه منسوب إلى الألبان وهم أعاجم لم يمتنع أن يدخل في عقول وقلوب العرب الأقحاح ينال حب وموالاة كل موحد متبع للنبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ، وفرض نفسه وكتبه على الموافق والمخالف، ووقف نفسه لهدف عزيز بعيد المنال، وهو إرجاع الأمة لما كان عليه سلفنا الصالح ـ رحمهم الله تعالى ـ، مع اعترافه ـ رحمه الله ـ بأنه لا سبيل عمليا للحاق بهم، فضلا عن كرامة الله الخاصة بهم، لكنه يؤمن إيماناً راسخا انه لا سبيل للأمة في الحفاظ على هويتها، وفي السعي لاستعادة عافيتها، إلا بالتمسك بما نص عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ في أكثر من حديث من مثل قوله ـ صلى الله عليه وآله وسلم :'أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وان عبد حبشي، فإنه من يعش منكم ير اختلافا كثيرا وإياكم، ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ
وقد علم ـ رحمه الله ـ ضعف أبناء الزمان، وحاجتهم للشرح والبيان، فاصطلح على ما اسماه 'بالتصفية والتربية 'ومراده التمسك بهدي النبي ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وتعلمه والعمل به ظاهرا وباطنا، ومراده وضع الإصبع على الأمراض في تنصيصه على 'التصفية '، والحاجة العظيمة لتبين السنة من البدعة، والحق من الباطل، ومراده أيضا الحل المبني على النظرة العامة للأمة ككل، وما ينتشر فيها من بدع وأمراض وأفكار ـ لا يغفل عن دور تراكمات التاريخ فيها ـ فلا بد من حل شرعي شامل وكامل لا يقتصر في النظر على جانب من الجوانب ـ كالتركيز على بدعة الحاكمية مثلا ـ ويهمل باقي أركان الدين، وحقيقة ما عليه المسلمون، فإن هذا جهل بالشرع وبواقع المسلمين في دينهم، ومراده أيضاً الوقوف على القالب الشرعي والمشروع الذي يمكن أن يتدين ويسهم به الكبير والصغير، المسؤول والعامل، والغني والفقير، ومختلف طبقات المسلمين أينما كان موقعهمِ
لم تطب دعوة الشيخ إلى السنة والتمسك بها والاقتصار عليها، والى اعادة فهم الدين وتطبيقه إلى ما كان عليه سلفنا الصالح، لم تطب هذه الوجهة للمنحرفين عن السنة، فصاروا يصمون دعوته ويلقبونها بألقاب السوء ـ كذاك الذي يصفها بالعزلة والانتظار مثلا ـ أو بغيرها من التهم الباطلة غير آبهين بما له من منزلة علمية عالية، وقبول واسع عند أتباع السلف الصالحِ
ونظرا إلى أن الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ قد عاش واقع المسلمين وحالهم فعلم ـ رحمه الله تعالى ـ تفصيليا مواضع الخلل في هذه الجماعات وخطر انحرافها، وعلم يقينيا عظم حاجة الشباب المتدين لمن يبين له السبيل الصحيح في التدين والإصلاح، ويخلص له من بين فرث البدع ودم الجماعات الإسلامية اللبن الخالص للشاربين، من اجل هذه المقتضيات ـ وغيرها مثل قيامه بالحق وغيرته عليه وشجاعته العظيمة في بيانه والدعوة إليه ـ وجد في كلامه الكثير من المناقشة والنقد للجماعات الإسلامية السياسية وإقامة الحجة الشرعية عليهم بالمعقول والمنقول، والإقناع بان الطرق التي اختطوها لا تليق بأهل الدين، وليست من سبيل أهل العلم، ولا تبنى على الحق، وما يحصل بها من مفاسد أعظم من أية مصالح مرجوة، ويكفي من مفاسدها الانحراف عن السنة والصراط المستقيم، وتفريق حبل الأمة وتمزيقها بالتحزبات الطائشة، وفتح أبواب الفتن، وكل هذه المفاسد ـ من جراء طرق الجماعات الإسلامية ـ محسوسة ملموسة يعلمها القريب والبعيد،
فهل انتصحوا بالشيخ الألباني؟؟،
وانتفعوا بنصائحه الغالية العزيزة المباركة، والتي ما فتئ ـ رحمه الله ـ يكررها ويبديها ويعيدها نحو أكثر من نصف قرن من الزمان؟ في الحقيقة أن موقفهم من الألباني ـ رحمه الله ـ مع رفقه ولطفه ورحمته بهم وتودده هو أعظم كاشف ودليل على أن القوم قد ترسخت فيهم وجهة غير وجهة أهل العلم والسنة، وتركزت المذاهب البدعية السياسية من نفوسهم على وجه صاروا معه بدلا من أن يردوا دعوة الشيخ بالتي هي أحسن، صاروا يطعنون على الألباني ـ رحمه الله ـ ويسفهون طريقته ودعوته ـ ودعوة المشايخ والأئمة من قبله ومن بعده ـ، وهو ـ رحمه الله ـ الذي عرف بالسلفية وعرفت السلفية به في الدنيا كلها، ثم يصر أتباع هؤلاء الناعقين على أنهم سلفيون، وان دعوتهم سلفية، ولايزال بعض طلاب العلم السلفيين ـ لا ادري ما أقول :الطيبون المخلصون أم ماذاِِِ؟؟ ـ يتفيأون ظلال الأحزاب، ويسترخصون أنفسهم خدما للسياسيين، يطأون على جماجمهم، فيرفعون أصواتهم في المنابر التي وصلوها عاليا بما شاؤوا، والدراويش ـ الصوفية الجدد ـ يذكرون الله كثيرا في الحلق والمساجد، تحت شبهة الإصلاح من الداخل أو تكثيرا للخير أو غير ذلك من نفثات شياطين الجن والأهواء التي تسببت في ارتكاسهم 'والله اركسهم بما كسبوا أتريدون أن تهدوا من أضل الله ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا

الأربعاء، أكتوبر 04، 2006

(الإمام نعيم بن حماد داعية السنة الصابر في المحنة

عاش هذا الإمام في العصر الذهبي للحياة الإسلامية، سياسة وريادة للعالم.ومع ذلك فلم يخل ذلك العصر من الفرق المنابذة للسنة، كالخوارج والشيعة، والجهمية وغيرهم، واجتاحت كثيراً من الناس، وكان (نعيم بن حماد) أحد الذين ابتلوا بالتجهم (والتجهم نفي ما أثبته الله لنفسه من الصفات).ولكن أراد الله به خيراً، فاستنقذه من تلك الهلكة، بعد أن عرف الشر، وذاق مرارته.
وما أحسن حلاوة الحق بعد مرارة الباطل.حين قذف الله في قلبه نور السنة وبغض البدعة أحب الحديث، وشغف به، فطلبه على كبار أئمة الإسلام في عصره، ورحل إليه وإليهم، قاطعاً رقعة جغرافية مترامية الأطراف. شملت خراسان والحرمين والعراق والشام واليمن ومصر. ولا عجب فتلك كانت سمة بارزة لعامة طلبة الحديث الجادين في تحصيله في ذلك العصر.وقد جمع (نعيم بن حماد) برحلته وذكائه وجده حديثاً كثيراً، حتى كتب عن أحد شيوخه خمسين ألف حديث.
ومنّ الله عليه بصحبة أحد الغيورين على السنة، القامعين لأهل البدعة، فاستفاد من سيرته، ونشاطه وحماسه الشيء الكثير، مما كان له أكبر الأثر بعد ذلك في هدي حماد.ثم رحل إلى مصر واستوطنها، وبقي فيها أربعين عاماً، معلماً وإماماً في الحديث والفرائض والسنة.
وبعد أن رسخت قدمه في السنة ابتدأ في تنقية دين الإسلام مما دخل فيه من البدع والانحراف لا سيما في أبواب الأسماء والصفات، من تعطيل أو تشبيه، وبيان المعتقد الحق الذي ليس بعده إلا الضلال، وهذه رسالة خلفاء الرسل وورثتهم، تصفية الدين وتنقيته مما دخل فيه وليس منه، وبيان الدين الحق الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم صافياً نقياً.
بدأ رحلة الجهاد. ولا أعني جهاد السيف، بل ما هو أجل منه قدرا، وأعظم منه نفعاً، جهاد أهل الأهواء والبدع، بقلمه ولسانه، بعزم لا يكل، ونشاط لا يفتر، فألف في الرد على الجهمية وحدها ثلاثة عشر كتاباً. ثم التفت إلى مدرسة الرأي التي تقدم الرأي على الحديث فألف في الرد على إمامها الشهير رحمه الله. وكان صلباً في السنة، شديداً على مخالفيها.
وأراد الله أن يبتلي المسلمين بمحنة خلق القرآن على يد المعتزلة، حين استطاعوا أن يقنعوا بها المأمون، وأن يقنعوه بحمل الناس على بدعتهم بقوة السيف، وأمر المأمون بامتحان العلماء فمن أجابهم أطلقوه، ومن أبى حبسوه وعذبوه، وامتحن أئمة الأثر، فأجاب كثير منهم تقية، أخذاً برخصة الله للمكرهين،
وثبتت قلة على مبدئها ظاهراً وباطناً، وكان منهم نعيم بن حماد.وبعد هلاك المأمون سار المعتصم على دربه السيئ في امتحان العلماء، وجاء الدور على إمام مصر نعيم بن حماد ، فامتحنه والي مصر فأبى أن يجيبه لما يريد، فامتثل ما أمر به وقيده وحمله إلى العراق، فوصل سامراء وامتحن فثبت فأمر به إلى السجن.وطال بقاؤه في السجن بقيوده، وكأنما السجن لا يكفي قيداً،
وحين شعر بدنو أجله أوصى بأن يدفن في قيوده ، وقال (إني مخاصم) . يريد أن يقف بين يدي ربه يخاصم من آذاه في الله وظلمه بغير حق إلا أن ينـزه ربه عما لا يليق به.
وجاءه الأجل فلقي ربه في السجن ، ولما كان شجاً في حلوق خصومه من المبتدعة فقد تنفسوا الصعداء بموته، ورأوا أن ما فعلوه لم يشف لهم غيظاً، لذا عزموا أن يشتفوا منه ميتاً فماذا فعلوا؟جروه بقيوده، وألقوه في حفرة، وتركوه، فلم يغسلوه ولم يكفنوه ولم يصلوا عليه بل تركوه لسباع الأرض وهوامها
.نفضوا أيديهم، وكأنهم تباشروا بموته، وفرحوا بما فعلوا به من بعد، وحسبوا أن تلك هي النهاية.
ولكن القصة لم تنته بعد. إن الخصومة ستتم بين يدي مليك مقتدر. في يوم عظيم يعز الله فيه أهل السنة، ويخزي ويذل فيه أهل البدعة، جزاءً وفاقاً(وما ربك بظلام للعبيد).مات نعيم في سجنه سنة(229هـ) بعد أن مكث فيه سبع سنين كاملة فرحمة الله عليه وجزاه عن الإسلام والسنة خير الجزاء.
كتبه علي بن يحيى الحدادي
إمام وخطيب جامع عائشة بنت أبي بكر بالرياض

الخميس، سبتمبر 21، 2006

نصيحة من الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - بمناسبة قرب شهر رمضان

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين ، سلك الله بي وبهم سبيل أهل الإيمان ، ووفقني وإياهم للفقه في السنة والقرآن . آمين .السلام عليكم و رحمة الله و بركاته...أما بعد :
فهذه نصيحة موجزة تتعلق بفضل صيام رمضان وقيامه ، وفضل المسابقة فيه بالأعمال الصالحة ، مع بيان أحكام مهمة قد تخفى على بعض الناس .ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان ، ويخبرهم - عليه الصلاة والسلام : أنه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة وتغلق فيه أبواب جهنم وتُغلُّ فيه الشياطين ويقول صلى الله عليه وسلم : إذا كانت أول ليلة من رمضان فُتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب وصُفِّدت الشياطين وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة ويقول عليه الصلاة والسلام : جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حُرم فيه رحمة الله ويقول عليه الصلاة والسلام : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ويقول عليه الصلاة والسلام : يقول الله عز وجل كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
والأحاديث في فضل صيام رمضان وقيامه وفضل جنسه الصوم كثيرة . فينبغي للمؤمن أن ينتهز هذه الفرصة ، وهي ما منَّ الله به عليه من إدراك شهر رمضان ، فيسارع إلى الطاعات ، ويحذر السيئات ، ويجتهد في أداء ما افترض الله عليه ، ولا سيما الصلوات الخمس ، فإنها عمود الإسلام ، وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين . فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها، وأداؤها في أوقاتها بخشوع وطمأنينة . ومن أهم واجباتها في حق الرجال أداؤها في الجماعة في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ، كما قال عز وجل : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } وقال تعالى : { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } وقال عز وجل : { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } إلى أن قال عز وجل : { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } وقال النبي صلى الله عليه وسلم : العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وأهم الفرائض بعد الصلاة أداء الزكاة ، كما قال عز وجل : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } وقال تعالى : { وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } وقد دل كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم على أن من لم يؤد زكاة ماله يعذب به يوم القيامة. وأهم الأمور بعد الصلاة والزكاة صيام رمضان ، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة المذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم : بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت ويجب على المسلم أن يصون صيامه وقيامه عما حرم الله عليه من الأقوال والأعمال ؛ لأن المقصود بالصيام هو طاعة الله سبحانه ، وتعظيم حرماته ، وجهاد النفس على مخالفة هواها في طاعة مولاها ، وتعويدها الصبر عما حرم الله ، وليس المقصود مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات ؛ ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم . وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه . فعلم بهذه النصوص وغيرها أن الواجب على الصائم الحذر من كل ما حرم الله عليه ، والمحافظة على كل ما أوجب الله عليه ، وبذلك يرجى له المغفرة والعتق من النار وقبول الصيام والقيام .
وهناك أمور قد تخفى على بعض الناس منها أن الواجب على المسلم أن يصوم إيمانا واحتسابا ، لا رياء ولا سمعة ، ولا تقليدا للناس ، أو متابعة لأهله أو أهل بلده ، بل الواجب عليه أن يكون الحامل له على الصوم هو إيمانه بأن الله قد فرض عليه ذلك ، واحتسابه الأجر عند ربه في ذلك ، وهكذا قيام رمضان يجب أن يفعله المسلم إيمانا واحتسابا لا لسبب آخر ؛ ولهذا قال عليه الصلاة والسلام : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه .
ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس . ما قد يعرض للصائم من جراح أو رعاف أو قيء أو ذهاب الماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره ، فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم لكن من تعمّد القيء فسد صومه ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء . ومن ذلك ما قد يعرض للصائم من تأخير غسل الجنابة إلى طلوع الفجر ، وما يعرض لبعض النساء من تأخير غسل الحيض أو النفاس إلى طلوع الفجر ، إذا رأت الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم ، ولا مانع من تأخيرها الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر، ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس ، بل يجب عليها أن تغتسل وتصلي الفجر قبل طلوع الشمس ، وهكذا الجنب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس ، بل يجب عليه أن يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس ، ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة . ومن الأمور التي لا تفسد الصوم تحليل الدم ، وضرب الإبر غير التي يقصد بها التغذية ، لكن تأخير ذلك إلى الليل أولى وأحوط إذا تيسر ذلك ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك . وقوله عليه الصلاة والسلام : من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه . ومن الأمور التي يخفى حكمها على بعض الناس عدم الاطمئنان في الصلاة ، سواء كانت فريضة أو نافلة ، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن الاطمئنان ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة بدونه ، وهي الركود في الصلاة والخشوع فيها وعدم العجلة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه ، وكثير من الناس يصلي في رمضان صلاة التراويح صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها ، بل ينقرها نقرا ، وهذه الصلاة على هذا الوجه باطلة ، وصاحبها آثم غير مأجور .
ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس ظن بعضهم أن التراويح لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة ، وظن بعضهم أنه لا يجوز أن يزاد فيها على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة ، وهذا كله ظن في غير محله ، بل هو خطأ مخالف للأدلة . وقد دلتّ الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن صلاة الليل موسع فيها ، فليس فيها حد محدود لا تجوز مخالفته ، بل ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة ، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة ، وربما صلى أقل من ذلك في رمضان وفي غيره، ولما سئل صلى الله عليه وسلم عن صلاة الليل ، قال : مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى . متفق على صحته . ولم يحدد ركعات معينة لا في رمضان ولا في غيره ؛ ولهذا صلى الصحابة رضي الله عنهم في عهد عمر رضي الله عنه في بعض الأحيان ثلاثا وعشرين ركعة ، وفي بعضها إحدى عشرة ركعة ، كل ذلك ثبت عن عمر رضي الله عنه ، وعن الصحابة في عهده . وكان بعض السلف يصلي في رمضان ستا وثلاثين ركعة ويوتر بثلاث ، وبعضهم يصلي إحدى وأربعين ، ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم ، كما ذكر- رحمة الله عليه - أن الأمر في ذلك واسع ، وذكر أيضا : أن الأفضل لمن أطال القراءة والركوع والسجود أن يقلل العدد ، ومن خفف القراءة والركوع والسجود زاد في العدد ، هذا معنى كلامه رحمه الله . ومن تأمل سنته صلى الله عليه وسلم علم أن الأفضل في هذا كله هو صلاة إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة في رمضان وغيره ؛ لكون ذلك هو الموافق لفعل النبي صلى الله عليه وسلم في غالب أحواله ، ولأنه أرفق بالمصلين ، وأقرب إلى الخشوع والطمأنينة ، ومن زاد فلا حرج ولا كراهية كما سبق . والأفضل لمن صلى مع الإمام في قيام رمضان أن لا ينصرف إلا مع الإمام ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة . ويشرع لجميع المسلمين الاجتهاد في أنواع العبادة في هذا الشهر الكريم من صلاة النافلة ، وقراءة القرآن بالتدبر والتعقل ، والإكثار من التسبيح ، والتهليل ، والتحميد ، والتكبير ، والاستغفار ، والدعوات الشرعية ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والدعوة إلى الله عز وجل ، ومواساة الفقراء والمساكين ، والاجتهاد في بر الوالدين ، وصلة الرحم ، وإكرام الجار، وعيادة المريض ، وغير ذلك من أنواع الخير ، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق : ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله ولما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه . ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : عمرة في رمضان تعدل حجة - أو قال - حجة معي والأحاديث والآثار الدالة على شرعية المسابقة والمنافسة في أنواع الخير في هذا الشهر الكريم كثيرة . والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين لكل ما فيه رضاه ، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا ، ويصلح أحوالنا ويعيذنا جميعا من مضلات الفتن ، كما نسأله سبحانه أن يصلح قادة المسلمين ، ويجمع كلمتهم على الحق ، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الجمعة، أغسطس 18، 2006

قناة المجد و فتنة السلفيين ...فتوى لسماحة الشيخ أحمد النجمي- حفظه الله -

السائل:فضيلة الشيخ نريد منكم نصيحة لاولئك الواقعين في فخاخ الحزبيين واساليبهم الماكرة لترويج بدعهم وتلمييع قياداتهم ولو تمسحوا ببعض كبار العلماء ببث قنوات فضائية زعمو انها البديل الاسلامي وما هي الا فخاخ للحزبيين نصبوها للإيقاع بالعامة فانجرو وراءهم العوام وللأسف حتى بعض السلفيين زعماً منهم ان فيها خير ومن تلكم القنوات قناة المجد الفضائية؟

الجواب:أولاً أقول للمتمسكين بالسلفية والحريصين عليها , أقول لهم توكلوا على الله ولوذوا بجنابه وأسالوه أن يفضح هؤلاء الحزبيين وأن يكشف عوراهم وما تستروا عليه وقد فعل , وقد إنكشف كثير من أمورهم والله سبحانه وتعالى يقول "وإن تصلحوا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئاً ", فهذا الكيد الذى يكيدون به ويوقعون كثيراً من السلفيين الذين ليس عندهم علم, أى الذين هم ضعيف معلومهم عن هذه الحزبيات ومكرها وكيدها هؤلاء يجب عليهم أن لا ينخدعوا بما يلبسه عليهم الحزبيون الملبسون وقناة المجد قناة يديرها حزبيون وينبغى عدم السماع لها والنظر إليها , ومن جهة أخرى فنحن نقول لهؤلاء على هونكم والله سبحانه وتعالى قد أخبر عن المشركين وكونهم يدعون أهل الإسلام إلى شركهم وإلى كفرهم أن ذلك لا ينطلى إلا على من كتبت عليه الشقاوة كما قال سبحانه وتعالى "فإنكم وما تعبدون ما أنتم عليه بفاتنين*إلا من هو صال الجحيم " أى إنكم لا تفتنون إلا من كتبت عليه الشقاوة وكتب عليه عذاب النار والأعياذ بالله , فالذى ينبغى لهؤلاء وهؤلاء ,ينبغى للسلفيين أن يحتاطوا ويبتعدوا عن أولئك الحزبيين الضلال وينبغى للحزبيين أن يرجعوا إلى الله ويتوبوا عن ما هم فيه و ليعلموا أنهم حين يجهدون أنفسهم فى الدعوة بالمال والجهد فإنهم مهما يكن من أمرهم فإنهم لا يضيفون إلى أنفسهم إلا إضلالاً وضلالاً وسيئات يحملونها يوم القيامة كما قال الله عز وجل بأن الذين يدعون مثل هؤلاء يحملون أوزارهم وأوزار من أضلوهم, فهذه نصيحتى يجب أن يسمعها هؤلاء وهؤلاء وأن يتقوا الله فى أنفسهم وأن يحرصوا على طاعته لعل الله عز وجل أن يقبل من هؤلاء توبتهم إن تابوا وأن يعين هؤلاء على أنفسهم وعلى الثبات على طاعة الله عز وجل رغم المكائد التى تحاك وتصنع لهم نسأل الله العفو والعافية, نعم

السائل : المقصود بها القناة العلمية فى قناة المجد أم جميع القنوات ؟الشيخ : والله أنا فيما أرى أن هؤلاء الذين يتولون هذه القناة ما داموا هم حزبيين فسيكون تأثيرهم فى كل القنوات, نعم.أنتهى كلامه حفظه الله ورعاه.

http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=337632المصدر:

الاثنين، أغسطس 14، 2006

الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-:لا يجوز العمل مع الأحزاب الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فهذه فتوى الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في عدم جواز العمل مع الأحزاب السياسية الإسلامية ...السؤال : هل من الحكمة العمل مع الأحزاب الإسلامية التي تواجه العلمانية و الشيوعية و غيرها من المبادئ الهدامة أم الحكمة ترك هذه الأحزاب و ترك العمل السياسي مطلقاً جزاكم الله خيرا ؟ الجواب: الحكمة في هذه الأحزاب أن نعمل بما كان عليه السلف الصالح في سلوك الطريق الصحيح في أنفسنا أولاً ثم في إصلاح غيرنا و في هذا كفاية في رد الأعداء و العمل مع الفرق الأخرى الضالة التي تنتسب إلى الإسلام قد لا يزيد الأعداء إلا شدة لأنهم سوف يدخلون علينا من البدع الضالة و يقولون أنتم تقولون كذا و كذا لأننا أمامهم طائفة واحدة فيحصل لنا الضرر في هذا الإجتماع المشتمل على البدع و السنة لكننا نجانب هذا كله و ندعو من طريق واحد و هو طريق السلف الصالح و كفى به كفاية و ما هذا الفكر الذي يقول نجتمع كلنا من أهل السنة و أهل البدع في مقابلة الأعداء ما هذا النظر إلا كنظر من يقول هات الأحاديث الضعيفة و اجمعها في الترغيب واجمع الأحاديث الضعيفة في الترهيب من أجل أن يرغب الناس في الطاعة و أن يرهبوا من المعصية و هذا خطأ و لهذا لا نرى إيراد الأحاديث الضعيفة لا في الترغيب ولا في الترهيب لا نرى إيرادها إطلاقاً إلا مقرونةً ببيان الضعف لأن في الأحاديث الصحيحة كفاية كذلك في طريق السلف الصالح الخالص من شوائب البدع فيه كفاية .
لتحميل المادة الصوتية

الأحد، يوليو 23، 2006

أقــــــــلام اغتالــــــــت شبابنـــــــــــا - محمد العنجري

القلم، أحد اللسانين، وهو اللسان الصامت، تختبئ عقول الرجال والنساء تحت أسنانه، وقد اقسم الحق بالقلم بقوله: «نون والقلم وما يسطرون». والقلم أول ما خلق الله تعالى من الخلق، قال صلى الله عليه وسلم: «أول ما خلق الله تعالى، القلم».
والقلم خادم لأفكار حامله، وما يخطه ينشر بين الأنام، وينقش أثره في ألواح القلوب، فإن كان حامله من أهل الحق، تبسمت الكراريس والمقالات بما ينفع الناس، وان كان حامله من أهل الأهواء والبدع والفتن، تقيأ الورق من سموم خطه وأفكاره.
وأفضل الأقلام هو القلم الجامع الذي قال عنه الإمام ابن القيم: «هو قلم الرد على المبطلين ورفع سنة المحقين وكشف أباطيل المبطلين على اختلاف أنواعها وأجناسها وبيان تناقضهم وتهافتهم وخروجهم على الحق ودخولهم في الباطل، وهذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام.. وأصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل» انتهى كلامه رحمه الله.
وفي المقابل، فللباطل أقلام عديدة أشرها وأخطرها قوم يقيسون الأمور بأهوائهم البدعية وبمناهجهم الفكرية والحزبية يلبسونها لباس الدين، فبأسنة أقلام هؤلاء لوثت أفكار الشباب وسالت دماء المسلمين، وها نحن نجني ثمار هذه الأقلام في كل يوم على أرض الواقع.فكم من كتاب أضلهم،
وكم من رسالة أعمتهم تتقدمها الآيات القرآنية والأحاديث النبوية وهي في حقيقتها تدعو شبابنا للفتنة والضياع واستباحة الدماء، وقد حذرنا الله تعالى من هذا الأمر بقوله: «وان منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب»، فهذه الأقلام السامة المتلونة لا تكتب الباطل محضاً، بل يخلط بالحق كما قال تعالى: «ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون»
، فهذه الكتابات تخرج الشباب المسلم من الهدى إلى الضلالة، ومن السنة الى البدعة، ومن الجماعة الواحدة إلى الجماعات المتعددة، ومن الأمير الواحد إلى الأمراء المتعددين، ومن محبة المسلم إلى تكفير المسلم، ومن الأمن إلى الخوف ومن السلامة إلى الفتنة، ومن الحق إلى الباطل.
والسبيل للخروج من هذه الفتن ان نتمثل قول علماء الحق: «ان هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم»، أي يؤخذ هذا الدين من العدول الثقات المتقين، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله».
فلا ينبغي لنا ان نأخذ ديننا وأصولنا العقدية ومفاهيمنا الشرعية من منظري الحركات السياسية الإسلامية البدعية واتباعهم فيضلوننا، أو ممن تربى في أحضان الجمعيات السياسية الخيرية أو من كانت الأحزاب والجماعات سلماً له للوصول إلى المناصب والمصالح، فإن من اقتات من موائد الجماعات والجمعيات سيكون أسيراً لأفضالهم، فالقول عنده قول الجماعة، والفكر فكر القيادة.فإذا أراد الأحرار منا النهوض بأمتنا وحمايتها من هذه المناهج واتباعها فلنسع لإيجاد رجال ونساء لا ينتمون لهذه الأحزاب ولا لجمعياتها السياسية، وان ادعى أصحابها بأنها خيرية، بل يحذرون من شرورها البدعية وفتنتها الخارجية مقتدين بذلك بالشيخ محمد بن الجراح رحمه الله، العالم الزاهد المتصدق الذي لم يسأل الناس شيئا والذي لم يرتض لنفسه ان يكون أسير الجماعات السياسية الإسلامية وأفكارها ومناهجها المنحرفة، ولا بد لنا ان نعرف ان هذا الطريق، وهو الوقوف في مواجهة هذه التيارات المضلة، لن يكون مفروشا بالورود والرياحين، بل سيبرز العداء وليتقوا الله وليصبروا، فإن في ذلك نصرة لأمتهم وإحياء لمنهج الحق حين قال تعالى: «يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك ان ذلك من عزم الأمور».
قال شيخ الإسلام الإمام الزاهد أبو إسماعيل عبدالله بن محمد الهروي وقد كان إماما متقنا قائما بنصرة الحق ورد البدعة والمبتدعة: «عرضت على السيف (أي هددت بالقتل) خمس مرات لا يقال لي ارجع عن مذهبك ولكن يقال لي اسكت عمن خالفك، فأقول لا اسكت».

الخميس، يوليو 20، 2006

معاوية رضي الله عنه عند الإحتضار


قال ابن كثير –رحمه الله - في البداية و النهاية (8/142):"
وقال بعضهم لما احتضر معاوية جعل أهله يقلبونه فقال لهم أي شيخ تقلبون إن نجاه الله من عذاب النار غدا.وقال محمد بن سيرين: جعل معاوية لما احتضر يضع خدا على الأرض ثم يقلب وجهه ويضع الخد الآخر ويبكى ويقول: اللهم إنك قلت في كتابك إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء اللهم فاجعلني فيمن تشاء أن تغفر له وقال العتبى عن أبيه تمثل معاوية عند موته بقول بعضهم وهو في السياق
هو الموت لا منجا من الموت والذي ... نحاذر بعد الموت أدهى وأفظع
ثم قال : اللهم أقل العثرة واعف عن الزلة وتجاوز بحلمك عن جهل من لم يرج غيرك فانك واسع المغفرة ليس لذي خطيئة من خطيئته مهرب إلا إليك.
ورواه ابن دريد عن أبى حاتم عن أبى عبيدة عن أبى عمرو بن العلاء فذكر مثله وزاد ثم مات وقال غيره أغمى عليه ثم أفاق فقال لأهله اتقوا الله فان الله تعالى يقي من اتقاه ولا يقي من لا يتقى ثم مات رحمه الله.." .