الأحد، ديسمبر 14، 2008

كيف تجيب أهل البدع إذا قالوا لك عن بدعتهم : فيها خير وصلاح ونفع للناس


بسم الله الرحمن الرحي
م
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي لهوأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد
فكثيراً ما يلبس الشيطان وأصحاب المناهج الفاسدة وأهل البدع والأهواء على الناس دينهم فعندما تنكر عليهم ما هم عليه من البدع بأنه أمر لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة رضوان الله عليهم
فيقولون نعم لم يفعلوه ولكن هذا أمر فيه خير وصلاح ومصلحة للناس وانتفع به الناس فإذا لم تكن مؤصلاً تقف حائراً أمام هذه الشبهة الواهية التي هي أوهى من بيت العنكبوت وأشبه بخيوط القمر
وردها سهل جداً بإذن الله تعالى وقد نقض هذه الشبهة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بقوله
" الشريعة لا تهمل مصلحة قط بل الله تعالى قد أكمل لنا الدين وأتم النعمة فما من شيء يقرب إلى الجنة إلا وقد حدثنا به النبي صلى الله عليه وسلم وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك لكن ما اعتقده العقل مصلحة وإن كان الشرع لم يرد به فأحد الأمرين لازم له :إما أن الشرع دل عليه من حيث لم يعلم هذا الناظر أو أنه ليس بمصلحة وإن اعتقده مصلحة؛ لأن المصلحة هي المنفعة الحاصلة أو الغالبة.وكثيراً ما يتوهم الناس أن الشيء ينفع في الدين والدنيا ويكون فيه منفعة مرجوحة بالمضرة كما قال تعالى في الخمر والميسر {قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما} وكثير مما ابتدعه الناس من العقائد والأعمال من هذا الباب، وقد زين لهم سوء عملهم فرأوه حسناً، وقد يكون عمداً فيكون ظلماً وقد يقع جهلاً فيكون ضلالاً، وهذا الباب مشترك بين أهل العلم والقول وبين أهل الإرادة
والعمل" انتهى
قلت
صدق رحمه الله تعالى وأحسن فيما قال : ويدل على ما قال عدة أدلة منها
الدليل الأول : قال تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } [المائدة/3].فالدين كامل ليس بحاجة إلى زيادة ولا نقصان .
ومعنى النقصان : أن نقول هذا أمر لا يحتاج إليه أصلاً يمكن أن نتركه من الشريعة .فكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم طيب ونافع للناس .
الدليل الثاني : ما روته أم المؤمنين عَائِشَةَ قالت قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" من أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليس منه فَهُوَ رَدٌّ".وفي لفظ :" من عَمِلَ عَمَلًا ليس عليه أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ".فهذا صريح في أن كل ما لم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم فهو مردود على صاحبه وإن ظنه خيراً.
قال النووي : قال أهل العربية الرد هنا بمعنى المردود ومعناه فهو باطل غير معتد بة وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام وهو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات ...
وهذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات وإشاعة الاستدلال به "
انتهى
الدليل الثالث : ما رواه عبد اللَّهِ بن مسعود : قال : خَطَّ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَطًّا بيده ثُمَّ قال هذا سَبِيلُ اللَّهِ مُسْتَقِيماً قال ثُمَّ خَطَّ عن يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ثُمَّ قال هذه السُّبُلُ ليس منها سَبِيلٌ إِلاَّ عليه شَيْطَانٌ يدعوا إليه ثُمَّ قَرَأَ {وإن هذا صراطي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ}".
فهذا يدل على أن السبل المتفرقة ليست من دين الله في شيء وأن الصراط المستقيم واحد لا يتعدد وهو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
الدليل الرابع : ما رواه عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة. فقيل له: ما الواحدة ؟ قال:" ما أنا عليه اليوم وأصحابي".
الدليل الخامس : ما رواه عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" ليس من عمل يقرب إلى الجنة إلا قد أمرتكم به، ولا عمل يقرب إلى النار إلا قد نهيتكم عنه،".
الدليل السادس : قال أبي ذَرٍّ :" تَرَكْنَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وما طَائِرٌ يُقَلِّبُ جَنَاحَيْهِ في الْهَوَاءِ إِلا وهو يُذَكِّرُنَا منه عِلْمًا".
الدليل السابع : قال ابن مسعود :" اتَّبِعُوا وَلا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، وكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ".
الدليل الثامن : ما قاله أبو موسى الأشعري لعبد الله بن مسعود : يا أبا عبد الرحمن أني رأيت في المسجد آنفاً أمراً أنكرته ولم أرَ والحمد لله إلا خيراً قال فما هو ؟قال: إن عشت فستراه قال : رأيت في المسجد قوماً حلقاً جلوساً ينتظرون الصلاة في كل حلقة رجل وفي أيديهم حصى فيقول كبروا مائة فيكبرون مائة فيقول هللوا مائة فيهللون مائة فيقول سبحوا مائة فيسبحون مائة قال : فماذا قلت لهم ؟قال : ما قلت لهم شيئاً انتظارك رأيك أو انتظار أمرك قال : أفلا أمرتهم أن يعدوا سيئاتهم وضمنت لهم أن لا يضيع من حسناتهم شيء !!!ثم مضى ومضينا معه حتى أني حلقة من تلك الحلق فوقف عليهم فقال ما هذا الذي أراكم تصنعون؟!قالوا يا أبا عبد الرحمن حصى نعد به التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد قال : فعدوا سيئاتكم فأنا ضامن أن لا يضيع من حسناتكم شيء ويحكم يا أمة محمد ما أسرع هلكتكم هؤلاء أصحابة متوافرون وهذه ثيابه لم قبل وآنيته لم تكسر والذي نفسي بيده إنكم لعلى ملة هي أهدى من ملة محمد أو مفتتحوا باب ضلالة قالوا والله يا أبا عبد الرحمن ما أردنا إلا الخير قال وكم من مريد للخير لن يصيبه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن قوما يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم وأيم الله لا أدري لعل أكثرهم منكم ثم تولى عنهم فقال عمرو بن سلمة رأينا عامة اولئك يطاعنونا يوم النهر وان مع الخوارج".
فتأمل : كيف كان أول أمرهم اجتماع في مسجد على التسبيح والتهليل والتكبير لكنه محدث لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه الكرام فانتهى أمرهم إلى حال عظيم يقاتلون الصحابة ويكفرونهم
قال البربهاري :" احذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغير البدع يعود حتى يصير كباراًوكذلك كل بدعة في هذه الأمةكان أولها صغيراً يشبه الحقفاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع الخروج منهافعظمت فصارت ديناً يدان بها" انتهى
وتأمل: جوابهم :" ما أردنا إلا الخير"يعني مقصودنا حصول الأجر والثواب ونفع الناس وهدايتهم وتأمل جواب ابن مسعود لهم :" وكم من مريد للخير لن يصيبه ".أي أن الخير محصور فيما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحابه الكرام
الدليل التاسع : ما جاء عن سعيد بن المسيب أنه رأى رجلاً يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود فنهاه فقال : يا أبا محمد ! أيعذبني الله على الصلاة ؟ ! قال : لا ولكن يعذبك على خلاف السنة ".
قال الإمام العلامة السلفي محمد ناصر الدين الألباني :" هذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى وهو سلاح قوي على المبتدعة الذين يستحسنون كثيراً من البدع باسم أنها ذكر وصلاة ثم ينكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ويتهمونهم بأنهم ينكرون الذكر والصلاة ! ! وهم في الحقيقة إنما ينكرون خلافهم للسنة في الذكر والصلاة ونحو ذلك".
والله اسأل أن يجعلنا من أهل السنة المتمسكين والعاملين بها، ومن الذابين عنها .وأن يجنبنا البدع والفتن ما ظهر منها
وما بطن وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
كتبه

الثلاثاء، ديسمبر 02، 2008

لقاء المشايخ) الشيخ ربيع - الشيخ عبيد - الشيخ فلاح - الشيخ السبيعي - الشيخ بن رمزان)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و بعد ، فهذا هو اللقاء الذي جمع بين المشايخ الكرام

الشيخ العلامة ربيع المدخلي

و الشيخ العلامة عبيد الجابري

( هاتفياً )

و الشيخ فلاح مندكار

و الشيخ أحمد السبيعي

و الشيخ محمد بن رمزان الهاجري

و الشيخ عادل منصور أبو العباس

و أدار اللقاء الشيخ محمد العنجري

حفظهم الله تعالى

و كان اللقاء ليلة السبت الموافق 28-11-2008

و نعتذر عن الخلل في كلمة الشيخ ربيع - حفظه الله - إذ كان هناك تشويش في الصوت فلم تكن واضحة تماماً ..

وهذه هي المادة الصوتية :

http://www.salafi.ws/faris/leeqa.almshayek.mp3

و هنا المادة بجودة أعلى:

http://www.salafi.ws/faris/leeqa.almshayek.wma

الأحد، سبتمبر 21، 2008

المفصل هدي أهل الحق - الشيخ محمد العنجري

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ، و بعد ، فهذه محاضرة صوتية للشيخ محمد عثمان العنجري- حفظه الله - بعنوان
" المفصل هدي أهل الحق "
و قد ألقاها في 27 شعبان 1429 ه الموافق 27 / 8 / 2008 م في المكتبة السلفية في برمنغهام - بريطانيا و هذه هي المحاضرة

الأحد، أغسطس 24، 2008

التوحيد فضائل ومسائل .. محاضرة لكبار العلماء

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته


مادّة طيبة، نفعنا الرّحمن بها جميعاً.

....
التوحيد فضائل ومسائل .. محاضرة لعدة علماء.
........................

انشُر الشّريط لتكن من دُعاة التّوحيد




لقد كثر وعم الشرك بالله في كثير من الدول الإسلامية ،
وهو أخطر مايكون على الإنسان من أي شي

فقد يخلّـد صاحبه في النار والعياذ بالله ، لذا وجب التنبيه،
ونشر هذا الشريط لكل من تعلم أنه يشرك بالله أو أنه يجعل لله ندّا ً

سواءاً في بيته أو مسجده أو بين قومه .. أو ترى أنه يدعو غيره للكفر

فبعض الفرق الضالة هداهم الله لا يزالون يؤدون أعمال الشرك والكفر ويعلـّمون بها أبنائهم

ويدّعون بأنه تقرّب إلى الله
أرسله لمن تعرف على مواقعهم ومنتدياتهم،
وإيميلاتهم أو إهدائهم على هيئة أسطوانات أو أشرطة

أو بأي طريقة من الطرق بغرض تبليغ الحق .

أسأل الله العظيم الهداية لجميع الناس ، وأن يسلكوا الصراط المستقيم ،
طريق النجاة من النار .

وتشتمل هذه المادة الصوتية على محاضرة بعنوان :
التوحيد .. فضائل ومسائل

لعدة علماء منهم :
عبدالله بن حميد - عبدالعزيز بن باز - محمد بن عثيمين - عبدالعزيز آل الشيخ - صالح اللحيدان - صالح الفوزان - صالح آل الشيخ
وهذه مجموعة من الأسئلة تجد إجابتها في هذا الشريط .
فتأكد أيها المسلم من صحة عقيدتك بأنك لا تأتي بهذه الأفعال
وهو أخطر ما يكون على المسلم من أي عمل .

فبدونه لا يصح منه أي عمل :


1- ماهو التوحيد ؟ وكيف يتحقق التوحيد ؟
2- ماهي عقوبة الشرك بالله بأن يجعل لله شريكاً يدعو له ويطلب منه المطر،
والمال والخير ويدفع عنه الشر ؟
3- ماحكم من اعتقد بأن لبس الخيط والحلِـَق يرفع البلاء والشر عن صاحبه ؟
4- هل يجوز الدعاء والذبح والنذر لغير الله كالدعاء للأولياء الصالحين بغرض التقرب إلى الله ؟
5- ماحكم تعليق التمائم أو إتخاذها شفاءاً من الأمراض أو لدفع ضرر .
وتكون عادة على شكل يد أو عين أو رأس دب أو ذئب وغيرها ؟
6- ماحكم من مسح أو قبّـل الحجر الأسود بقصد التبرك به ؟ وهل فعلاً به بركه ؟
7- ماحكم الاستعانة والاستغاثة والدعاء بالأموات والقبور بقصد التقرب إلى الله،
بالدعاء وطلب العون منهم ؟
8- هل يجوز مدح النبي صلى الله عليه وسلم في القصائد والأشعار،
كما هو الحال في قصيدة البردة وغيرها ؟
وماهو الحد الذي سمح به الشرع في المدح ؟
9- هل يجوز بناء القبور في المساجد ؟ وإذا وجد قبر في المسجد هل يجوز الصلاة فيه ؟
والطلب من صاحب القبر الشفاعة له يوم القيامة ؟

اضغط هنـــــــــــــا للحفظ.

الحجم : 13.5 ميجا بايت
المُدّة: 01:18:46

الثلاثاء، مايو 27، 2008

الإيضاح و البيان لبعض طرائق جماعة الإخوان - الشيخ عبيد الجابري


بسم الله و الحمد لله و بعد
فهذه محاضرة صوتية للشيخ العلامة عبيد الجابري - حفظه الله تعالى - بعنوان
" الإيضاح و البيان لبعض طرائق جماعة الإخوان "

الأحد، مايو 04، 2008

النشمي حين يفتي للأحزاب

المقالة الأولى
المقالة الثالثة
النشمي حين يفتي للاحزاب
10/6/2003
بقلم :محمد عثمان العنجري
الزكاة في القرآن الكريم قرينة الصلاة، وما امر الله عز وجل بالصلاة الا وقرن الزكاة فيها، قال تعالى :'واقيموا الصلاة وآتوا الزكاة '، وما جاء وصف للمؤمنين في القرآن، الا وذكر فيه انفاقهم، ورأس الانفاق هو الانفاق الواجب وهو الزكاة، قال صلى الله عليه وسلم :'ليس في المال حق سوى الزكاة
والزكاة ركن من اركان الاسلام، قاتل خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مانعيها وقال رضي الله عنه مقولته الشهيرة 'لاقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة 'واجمع الصحابة رضوان الله عنهم جميعا على ذلك، وقد حددت مصارف الزكاة بنص القرآن بقوله تعالى :'انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم
فمصارف الزكاة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم محددة، وليس لاحد ان يقسمها على غير ما قسمها الله عز وجل، ومن خرج على ذلك فقد خرج عن هذه المصارف وخالف قول الحق تعالى :'ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها
قرأت فتوى الدكتور عجيل النشمي عندما سأله سائل بقوله :
'هل يجوز دفع الزكاة الى حزب او جماعة او جمعية اسلامية في بلد لا تقيم شرع الله، علما بأن هدف هذه الاحزاب او الجماعات او الجمعيات اقامة حكم الشريعة الاسلامية والدعوة الى الاسلام، وذلك بطرق ديموقراطية، وتحتاج إلى الوصول الى اهدافها الى مصروفات كثيرة لتنظيم دعايات وندوات اصدار وكتيبات لغرض الانتخابات وهذا كله يتطلب مبالغ كبيرة، فهل يجوز دفع الزكاة لهذا الغرض؟ 'ِ
وقد افتى الدكتور عجيل النشمي مجيبا بالآتي :
'بين الله تبارك وتعالى الاصناف التي تستحق الزكاة وحصرها عز وجل في ثمانية اصناف وهي الواردة في قوله عز وجل :'انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم '، وفي تفسير قوله تعالى 'وفي سبيل الله 'ذهب كثير من الفقهاء الى ان المراد به الجهاد والغزو في سبيل الله، وذهب آخرون الى ان 'في سبيل الله 'يشمل كل طريق موصل الى مرضاة الله عز وجلِ
ونميل الى القول الثاني وهو التوسع في معنى 'في سبيل الله '، وهذا الذي يسنده الدليل القوي فان لفظ 'في سبيل الله 'عام يشمل الجهاد بالسلاح لمحاربة الاعداء، وهذا اخص واهم من غيره، كما يشمل كل ما كان فيه مرضاة لله عز وجل، لان اللفظ عام ولم يرد دليل يخصصه في الجهاد فحسب، فيبقى على عمومه فيشمل مصالح المسلمينِ
والجهاد الذي عناه الفقهاء قديما، هو الجهاد في ظل الدولة الاسلامية، دولة خلافة المسلمين، فتدفع الزكاة في اخص واهم القضايا وهي تقوية جيش الدولة ونشر الدعوة والجهاد والمضي الى يوم الدينِ
ومما لا شك فيه اليوم ان استئناف الحياة الاسلامية لاقامة الدولة مطلب عظيم وواجب في عنق كل قادر على عمل شيء بقدر استطاعته، فالمقصود بالاول لمعنى 'في سبيل الله 'اليوم هو دعم كل جهد يكون سبيلا لدفع الكفر ونظمه، ولقيام الدولة الاسلاميةِ
وهذه الاحزاب والجماعات والجمعيات الاسلامية التي تروم استئناف الحياة الاسلامية وازاحة انظمة الكفر، واحلال شريعة الله مكانها، يجوز دفع الزكاة اليها وان غلب على الظن انها قادرة على التأثير في تحقيق ذلك ولو كان أمرا جزئيا يكبر مع الايام وتدفع الزكاة حينئذ لكل عمل يكون وسيلة لتحقيق الغاية المذكورة، لان الوسائل تأخذ بحكم الغايات، وما كان مقدمة لواجب كان واجبا، فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب على ان تكون الوسائل المشروعة، فاذا كان القائمون على هذه الاحزاب والجماعات والجمعيات اهل ثقة، وكان عملهم منظما واتبعوا الوسائل المشروعة دون تبذير تأكد اعطاؤهم من الزكاة سواء اكانت وسائلهم تربوية ام ثقافية، ام اعلامية، ام دعائية انتخابية ام سياسية، ويتأكد دعمهم خاصة اذا لم تقم الحكومات الاسلامية بدعمهم وتقوية شوكتهم، او كان خصم الاسلام يدعم غيرهم، ويعوق مسيرهم
'انتهى السؤال والاجابة وردا كاملين في جريدة 'القبس 'العدد 8135ِ
أفتى عجيل النشمي للجامعات والاحزاب الاسلامية بجواز الاخذ من زكاة المسلمين لينفقوها على الحملات الانتخابية لمرشحيهم، فالدكتور النشمي يجيز بهذه الفتوي للتنظيمات الاسلامية التي تخوض الانتخابات البرلمانية ان تصرف على الدعايات والندوات والكتيبات واللوحات من اموال زكاة المسلمين، وهذا قول منكر وتحريف لمعنى 'في سبيل الله 'ولم يقل أحد من السلف بذلكِ
ولعظم خطر فتوى عجيل النشمي وبدعته أود أن أبين ما حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقد قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الإمام أحمد وغيره :'هلاك أمتي في الكتاب واللبن :قالوا :يا رسول الله ما الكتاب واللبن؟ قال صلى الله عليه وسلم :يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما أنزل ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمع ويبدون 'صححه الإمام الألباني في السلسلةِ
فهلاك الأمة بأناس يفسرون كلام الله على غير مراد الله، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم :'إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله 'ـ رواه الحاكم في المستدرك وقال حديث صحيح، فالخطر الخطر ممن يجعل دين الله عز وجل ونصوص القرآن والسنة خادمة لأفكار حزبه وتنظيمه ومدرسته، فقد اتفق سلف الأمة رضي الله عنهم على ان المراد في قوله تعالى 'في سبيل الله 'هو الجهاد والغزو ولم يؤثر عن احد من علماء القرون الثلاثة الأولى المفضلة والعلماء المتقدمين من قال بخلاف ذلك إلا قليلا منهم اضاف الحج، لذلك قال ابن العربي :'لا أعلم خلافا في ان المراد ب 'في سبيل الله 'ها هنا الغزو من جملة سبيل الله إلا ما يؤثر عن احمد واسحق فإنهما قالا انه الحج 'ـ أحكام القرآن الجزء الثاني ـ صفحة 957ِ
فمن أين لعجيل النشمي ان يقول بقول لم يسبقه عليه أحد من علماء الأمة المتقدمين؟ وإني اذكر الدكتور عجيل ان الله اخبر وخبر الله حق بقوله تعالى :'يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا ان يتم نوره '، فشريعة النبي صلى الله عليه وسلم يجب ان تبقى نقية من الاحداث ظاهرة بالحجة وان كانت للبدعة صولات ودول على مر التاريخ فمآلها ان تفنى وتبقى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلمِ
وفي هذا المقام اود أن اسأل الدكتور عجيل النشمي :
هب اننا اخذنا بفتواك
فهل تصرف اموال زكاة المسلمين على سبيل المثال لحزب الإخوان المسلمين اي الحركة الدستوريةِِ؟
ام لتنظيم عبدالرحمن عبدالخالق وناظم المسباح التراثيينِِِ؟
ام لجماعة سرور التنظيمية السريةِِِ ؟
ام لحزب التحريرِِِ ام لمحبي بن لادن وأبو غيث وتنظيم القاعدةِِ ؟
ام للتكفيريين ام للقطبيينِِ ام لامثال الكبيسي والترابي والمسعريِِ؟
ام لمن فجر في السعوديةِِ؟
ام لمن غذى فكر من قام بأحداث فيلكاِِ ام لأتباع سلمان العودة وسفر الحوالي اصحاب المظاهرات والمواجهات الدموية في بريداء؟ِ
اخبرني الى اي المرشحين من هؤلاء ستصرف زكاتنا فكلهم يرفع لواء الكتاب والسنة ويطالب باستئناف الحياة الاسلامية الصحيحة ويدعو الى اعادة الخلافة الراشدة؟ انتظر اجابتكِ
وبناء على ما تقدم احذر جميع اخواني المسلمين من التفريط في توزيع اموال زكاتهم في غير مصارفها الشرعية فقد قال ابن عباس رضي الله عنه في الزكاة :'ضعوها موضعها 'وقال سعيد بن جبير :'ضعها حيث امرك الله 'وتذكر قول المولى عز وجل :'فريضة من الله 'وقد اتفقت المذاهب الاربعة على ان المقصود في مصرف قوله تعالى :'في سبيل الله 'الجهاد والغزوِ
كما احذر شباب التنظيمات و الاحزاب الاسلامية من الاخذ بهذه الفتوى في استغلال اموال الزكاة التي استؤمنوا عليها في جمعياتهم الخيرية ولجانها وصناديقها، واستباحة اموال الزكاة في مثل ما ذكر، اصلحه الله، عجيل النشمي وخاصة اننا في هذه الايام على ابواب الانتخاباتِ
واذكركم بقوله تعالى :'كل نفس بما كسبت رهينة 'وقوله جل شأنه :'وكل انسان ألزمناه طائرة في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا
ملاحظة :
وممن يفتي ايضا بهذه الفتوى الدكتور عمر الاشقر الاستاذ في جامعة الكويت سابقا والزائر الدائم لدولة الكويت في بحث له على مشمولات مصرف 'في سبيل الله 'حيث اجاز اخذ اموال الزكاة للجماعات الاسلامية المنظمة بقوله :'لتمويل الحملات الانتخابية التي تمكن المسلمين في ديار الاسلام وتقربهم من الحكم بالاسلام واصلاح البلاد والقوانين 'ِ
وهذا يقول به كذلك القرضاوي في كتابه فقه الزكاة :'ان اهم واول ما يعتبر الآن 'في سبيل الله 'هو العمل الجاد لاستئناف حياة اسلامية صحيحةِِِ ونعني بالعمل الجاد العمل الجماعي المنظم الهادف لتحقيق نظام الاسلام 'ِ
فائدة
روت لنا ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الحق تعالى :'هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات من ام الكتاب وآخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منهِِِ 'حتي فرغ منها صلى الله عليه وسلم وقال :'قد سماهم الله تعالى لكم فإذا رأيتموهم فاحذروهم '- كتاب السنة لابن ابي عاصم باسناد صحيحِ

السبت، مايو 03، 2008

النشمي يجوز إعطاء الزكاة للإنتخابات - الشيخ محمد العنجري

المقالة الأولى بعنوان






النشمي يجوز إعطاء الزكاة للانتخابات



بقلم :محمد عثمان العنجري

عقب الدكتور عجيل النشمي في (جريدة 'القبس 'العدد 1774 )على ما ورد في مقالي المعنون 'النشمي عندما يفتي للأحزاب 'بأنه انما اراد بالفتوى التي اشرت اليها في مقالي اجازة صرف اموال الزكاة في انشطة الاحزاب والجماعات الاسلامية الدعوية، والحملات الانتخابيةِِ أراد بذلك الدولة غير الاسلامية، وانا بدوري، رغبة في الايضاح، اعيد على القارئ السؤال والجواب كاملين ليتأملهما، فقد سئل الدكتور عجيل النشمي في (جريدة القبس عدد 8135 ):
'هل يجوز دفع الزكاة الى حزب او جماعة او جمعية اسلامية في بلدان لا تقيم شرع الله، علما بأن هدف هذه الاحزاب او الجماعات او الجمعيات هو اقامة حكم الشريعة الاسلامية والدعوة الى الاسلام، وذلك بطرق ديموقراطية، وتحتاج للوصول الى اهدافها الى مصروفات كثيرة لعمل دعايات وندوات وكتيبات لغرض الانتخابات وهذا كله يتطلب مبالغ كبيرة، فهل يجوز دفع الزكاة لها لهذا الغرض؟ 'ِ
ثم افتى الدكتور عجيل النشمي بالاتي :

'بين الله تبارك وتعالى الاصناف التي تستحق الزكاة وحصرها، عز وجل، في ثمانية اصناف وهي الواردة في قوله عز وجل :'انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم '، وفي تفسير قوله تعالى 'وفي سبيل الله 'ذهب كثير من الفقهاء الى ان المراد به الجهاد والغزو في سبيل الله، وذهب آخرون الى ان 'في سبيل الله 'يشمل كل طريق موصل الى مرضاة الله عز وجلِ
ونميل الى القول هو التوسع في معنى 'في سبيل الله '، وهذا الذي يسنده الدليل القوي فان لفظ 'في سبيل الله 'عام يشمل الجهاد بالسلاح لمحاربة الاعداء، وهذا اخص وأهم من غيرهِ كما يشمل كل ما كان فيه مرضاة لله عز وجل لان اللفظ عام، ولم يرد دليل يخصصه في الجهاد فحسب، فيبقى على عمومه فيشمل مصالح المسلمينِ
والجهاد الذي عناه الفقهاء قديما، هو الجهاد في ظل الدولة الاسلامية، دولة خلافة المسلمين، فتدفع الزكاة في اخص واهم القضايا وهي تقوية جيش الدولة ونشرالدعوة والجهاد والمضي الى يوم الدينِ
ومما لا شك فيه اليوم ان استئناف الحياة الاسلامية لإقامة الدولة مطلب عظيم واجب في عنق كل قادر على عمل شيء قدر استطاعته، فالمقصود الاول لمعنى 'في سبيل الله 'اليوم هو دعم كل جهد يكون سبيلا لدفع الكفر ونظمه، ولقيام الدولة الاسلاميةِ وهذه الاحزاب والجماعات والجمعيات الاسلامية التي تروم استئناف الحياة الاسلامية وازاحة انظمة الكفر، واحلال شريعة الله مكانها، يجوز دفع الزكاة اليها، وان غلب على الظن انها قادرة على التأثير في تحقيق ولو امر جزئي يكبر مع الايام، وتدفع الزكاة حينئذ لكل عمل يكون وسيلة لتحقيق الغاية المذكورة، لأن الوسائل تأخذ بحكم الغايات، وما كان مقدمة لواجب كان واجبا، فما لا يتم الواجب الا به فهو واجب على ان تكون الوسائل المشروعة، فاذا كان القائمون على هذه الاحزاب والجماعات والجمعيات اهل ثقة، وكان عملهم منظما واتبعوا الوسائل المشروعة دون تبذير تأكد اعطاؤهم من الزكاة سواء اكانت وسائلهم تربوية ام ثقافية، ام اعلامية، ام دعائية انتخابية ام سياسية، ويتأكد دعمهم خاصة اذا لم تقم الحكومات الاسلامية بدعمهم وتقوية شوكتهم، او كان خصم الاسلام يدعم غيرهم، ويعوق مسيرهم "

'انتهى كلام الدكتور النشمي -
وهنا أود ان اعرض بعض الملاحظات ردا على تعقيب الدكتور النشمي :

1- :
ـ السؤال الذي وجه للدكتور عجيل النشمي كما هو منشور ليس فيه ذكر الدولة غير المسلمة بل نصه :'هل يجوز دفع الزكاة الى جماعة او جمعية او حزب في بلدان لا تقيم شرع الله؟ '، والمفتي يجيب على حسب سؤال المستفتيِ
2 ـ


السائل لم يسأل عن (بلد )بل سأل عن (بلدان لا تقيم شرع الله )كما في نص سؤالهِ
3 ـ


يقول الدكتور النشمي في تعقيبه ما نصه :'ان سؤال السائل ورد من بلد غير الكويت ومن بلد غير عربي وغير اسلامي وهذا واضح من السؤال والجواب 'ِ وجوابي على الدكتور عجيل انه لم يرد لا في السؤال ولا الجواب اي ذكر لدولة غير مسلمة بل اضيف هذا القيد في التعقيبِ
4 ـ


اذا كان المقصود، حسب ما يقول الدكتور عجيل في تعقيبه، ان السائل يقصد في سؤاله دولة كافرة، فالسؤال الذي يطرح نفسه :هل الدولة الكافرة مطالبة باحكام الشريعة؟ وهل الكفار مطالبون باحكام الشريعة قبل ان يؤمنوا؟ ايعني ذلك ان السائل يريد تطبيق الشريعة في اليابان او في اميركا ؟ اترك للقارئ ان يتفكرِ
5 ـ


اكد الدكتور النشمي في تعقيبه بانه يفتي بجواز اعطاء الجماعات والاحزاب والجمعيات الإسلامية من اموال الزكاة لينفقوها على حملاتهم الانتخابية والاعلانية واعمالهم السياسية والثقافية والتربوية تحت مصرف (في سبيل الله )، الا انه قيد هذا الجواز في الدولة غير الاسلامية، وهذه الفتوى حتى ان قيدت في الدولة غير الاسلامية فإنها تبقى بدعة محدثة لم يقل بها احد من القرون الثلاثة المفضلة، والائمة الاعلام الذين اتفقوا على ان المراد في قول الله تعالى 'في سبيل الله 'الجهاد، وقال بعضهم الحجِ


لنعلم ان فتح هذا الباب، وهو جواز اخذ اموال الزكاة لدعم الانتخابات في الدول الكافرة للجامعات والاحزاب الاسلامية فيه جرأة ومخالفة لأمر الله تعالى، وتضييع لأموال الزكاة وقد قال صلى الله عليه وسلم :'ان رجالا يتخوضون بمال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة 'رواه البخاري، وقد قال الامام مالك :'سبل الله كثيرة ولكني لا اعلم خلافا في ان المراد ب (في سبيل الله )هنا هو الغزوِ وقال ابن حزم في تفسير معنى (في سبيل الله ):بانه الغزو في سبيل الله بلا خلاف، وقال ابن قدامة :لا خلاف في ان مراد الله ب (في سبيل الله )الغزوِ
7ـ


اذا جاز اخذ اموال الزكاة للاحزاب والجماعات الاسلامية في الدولة الكافرة لاستئناف الحياة الاسلامية واحلال شريعة الله مكانها، اليس من باب اولى ان يجوز فعل ذلك في الدولة المسلمة التي لا يطبق فيها شرع الله؟ وهل كان قيام جماعة الاخوان المسلمين وغيرها من التنظيمات الحزبية السياسية المعاصرة في البلدان الاسلامية الا من اجل اقامة الدولة المسلمة؟ وهذا ما بينه المرشد العام للاخوان المسلمين بان هدف قيام الجماعات الاسلامية هو اقامة الحكومة المسلمة التي تحكم بالشرع


(انظر كتابه 'الدعوة الفردية ')

أهي زكاة مقبولة؟
الزكاة عبادة توقيفية بين الله تعالى لنا الاصناف المستحقة لها، وقد حصرها الله عز وجل في ثمانية اصناف بقوله :'انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم 'لذلك قال علماؤنا ومنهم مالك في المدونة :لا يجزئ ان يعطي من زكاته في كفن ميت لأن الصدقة انما هي للفقراء والمساكين ومن سمى الله، وليس للاموات ولبناء المساجد، كما قال صاحب المغني :لا يجوز صرف الزكاة الى غير من ذكر الله تعالى من بناء المساجد والقناطر والسقايات واصلاح الطرق وسد البثوق وتكفين الموتى، وقال ابن هبيرة في الافصاح :اتفقوا على انه لا يجوز ان يخرج الزكاة الى بناء مسجد ولا تكفين ميت وان كان من القرب، لتعين الزكاة لما عينت لهِ وقد اتفق العلامة عبدالعزيز بن باز والعلامة الالباني والعلامة ابن عثيمين رحمهم الله في عدم جواز اخذ مال الزكاة لبناء مسجد او لترميمه، وان الزكاة قد حددت مصارفها، قال تقي الدين ابو بكر الشافعي في 'كفاية الاخيار في حل غاية الاختصار ':'فإن دفعت زكاته لغير مستحقيها لفقد الشروط المعتبرة لم تبرأ ذمته منها 'اي لم تصح زكاتهِ

الدين النصيحة


احذر شباب الاحزاب والتنظيمات الاسلامية من الاخذ بهذه الفتاوى في استغلال اموال الزكاة التي استؤمنوا عليها في جمعياتهم الخيرية ولجانها وصناديقها، فقد قال الامام الشافعي في مصارف الزكاة في كتابه الام :'ليس لأحد ان يقسمها على غير ما قسمها الله عز وجل 'وتذكروا ايها الشباب قول الحق تعالى :'كل نفس بما كسبت رهينة 'فإنكم مسؤولون عن افعالكمِ

بيت الزكاة الكويتيِِ والحملات الانتخابية
اود ان اذكر لكم بعض اعمال الهيئة الشرعية العالمية للزكاة التابعة لبيت الزكاة الكويتي والتي يرأسها حاليا الدكتور عجيل النشمي فقد طبعت هذه الهيئة كتابا تحت عنوان 'ابحاث واعمال الندوة الاولى لقضايا الزكاة المعاصرة 'وذكر في مقدمة الكتاب ما يلي


:
'
عقدت في القاهرة الندوة الاولى لقضايا الزكاة المعاصرة، وقامت الامانة العامة بنشر الابحاث والمناقشات والفتاوى والتوصيات 'ِ
ومن المباحث التي نوقشت في هذا الكتاب 'مشمولات مصرف في سبيل الله 'للدكتور عمر الاشقر، وذكر من مشمولات ذلك ما يلي :'تمويل الحملات الانتخابية التي تمكن المسلمين في ديار الاسلام وتقربهم من الحكم بالاسلام واصلاح البلاد والقوانين '، لاحظ معي قارئي العزيز قولهم في ديار الاسلام، فتنبهِ
وفي خاتمة الكتاب الذي طبعه بيت الزكاة ذكروا التوصيات التي خرجوا بها من الندوة والتي منها :

مصرف 'في سبيل الله ':
ان مصرف في سبيل الله يراد به الجهاد الواسع الذي قرره الفقهاء بما مفاده حفظ الدين واعلاء كلمة الله ويشمل مع القتال الدعوة الى الاسلام والعمل على تحكيم شريعته، ودفع الشبهات التي يثيرها خصومه عليه، وصد التيارات المعادية له، وبهذا لا يقتصر الجهاد على النشاط العسكري وحده، ويدخل تحت الجهاد بهذا المعنى الشامل ما يلي :
أ - تمويل الحركات العسكرية الجهادية التي ترفع راية الاسلام وتصد العدوان على المسلمين في شتى ديارهم مثل حركات الجهاد في فلسطين وافغانستان والفلبينِ
ب - دعم الجهود الفردية والجماعية الهادفة لاعادة حكم الاسلام واقامة شريعة الله في ديار المسلمين (لاحظ قارئي العزيز قولهم في ديار الاسلام ، فتنبه )ومقاومة خطط الاسلام لازاحة عقيدته وتنحية شريعته عن الحكمِ
ج - تمويل مراكز الدعوة الى الاسلام التي يقوم عليها رجال صادقون في البلاد غير الاسلامية بهدف نشر الاسلام بمختلف الطرق الصحيحة التي تلائم العصر وينطبق هذا على كل مسجد يقام في بلد غير اسلامي يكون مقرا للدعوة الاسلامية '، انتهىِ
هذا الكلام طبع بين دفتي كتاب على نفقة بيت الزكاة الكويتي ويعلو هذا الكتاب شعار بيت الزكاة وهي هيئة حكومية مستقلة في دولة الكويت ولنتذكر معا قول الشاعر :

لعمري لقد نبهت من كان نائما
واسمعت من كان له اذنان

من جوامع الكلم
قال صلى الله عليه وسلم في حديث رواه الامام احمد وغيره :'هلاك امتي في الكتاب واللبن :قالوا :يا رسول الله ما الكتاب واللبن؟ قال صلى الله عليه وسلم :يتعلمون القرآن فيتأولونه على غير ما انزل الله ويحبون اللبن فيدعون الجماعات والجمع ويبدون 'صححه الامام الالباني في السلسلةِ
وقال ايضا صلوات الله وسلامه عليه :'ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله 'رواه الحاكم في المستدرك وقال حديث صحيحِ



جريدة القبس
25/6/2003

الأحد، أبريل 06، 2008

إذا أردت نصرة الدين ، فإياك وانتخاب من يتسمون بالإسلاميين

إذا أردت نصرة الدين ، فإياك وانتخاب من يتسمون بالإسلاميين

إن من الملاحظ اليوم على الساحة السياسية أن الجماعات الإسلامية السياسية تمكنت من استقطاب المسلمين حتى جعلت الغالبية منهم لا يصوتون في الانتخابات إلا لمن يتسمون بالإسلاميين ، وذلك لما معهم من عاطفية دينية ، وهذا والله لهو الضلال المبين ، والجهل بالتفريق بين سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين ، إذ الناظر في حال هذه الجماعات السياسية الإسلامية المستميتة على الانتخابات ، والمتناحرة والمتداحرة من أجل الوصول إليها ؛ يرى بوضوح أنها ممن حرَّف معاني الدين ، ونشر البدعة بين المسلمين، والبدعة أحب إلى إبليس من المعصية بإجماع المسلمين ، وأنها ممن استجاز الطعن والتجريح في ولاة أمور المسلمين ، والإنكار العلني عليهم ، وهم من استخدم الدين ليصل به إلى الكراسي وينال به أصوات الناخبين ، وهم من فرَّق المسلمين إلى فِرق وأحزاب ، وغلوا في ذلك حتى وسعوا دائرة التكفير ، فنسبوا من خالفهم من المسلمين إلى العلمانية تارة وإلى الليبرالية تارة وإلى غيرها من التيارات الكفرية تارة أخرى ، ومرادهم بذلك التكفير لتخلو لهم الساحة ويظفروا بمناصرة العامة من المسلمين

ولذلك حذر منهم العلماء ومن تكتلاتهم
قال العلامة ابن باز رحمه الله في كلام له نصح فيه علماء المسلمين أن يبينوا حقيقة هذه الجماعات المتناحرة ؛ حيث قال : " فالواجب على علماء المسلمين توضيح الحقيقة ، ومناقشة كل جماعة أو جمعية ، ونصح الجميع بأن يسيروا في الخط الذي رسمه الله لعباده ، ودعا إليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن تجاوز هذا أو استمر في عناده لمصالح شخصية ، أو لمقاصد لا يعلمها إلا الله ، فإن الواجب التشهير به ، والتحذير منه ممن عرف الحقيقة ، حتى يتجنب الناس طريقهم ، وحتى لا يدخل معهم من لا يعرف حقيقة أمرهم فيضلوه ، ويصرفوه عن الطريق المستقيم .. "
( مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 5/202 ) .
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : " فأنا لا أرى التكتل الديني ، والتحزب الديني ، وأرى أنه يجب محو هذه الأحزاب ، وأن نكون كما كان الصحابة رضي الله عنهم ؛ أمة واحدة ... "

( لقاءات الباب المفتوح 2/471 ، المسألة رقم : 1126 ) .
وزاد العلامة الألباني رحمه الله الأمر بيانا وتوضيحا حين سئل سؤالا ؛ نصه :
في ظل النظام الديمقراطي الذي تُحكَم به اليمن يستعد الإخوان المسلمون في الدخول في الانتخابات النيابية والمشاركة فيها تحت ظل حزب اسمه : التجمع اليمني للإصلاح ، ويطلبون من المسلمين في اليمن عموما الوقوف معهم في المعركة الانتخابية ، فهل يجوز لنا النزول عند رغبتهم مع العلم أن قانون الانتخابات يخضع للنظام الديمقراطي الطاغوتي ؟ وما هي النصيحة التي توجهونها للسلفيين في اليمن ؟ والمسلمين بشكل عام ؟ .
فذكر في إجابته رحمه الله كلاما ؛ ذمَّ فيه التفرق في الدين ، فكان مما قال :
" وما كاد العالم الإسلامي يفيء إلى ضرورة عدم التفرق في الدين إلى مذاهب من مثل هذه المذاهب التي ذكرتها آنفا ، سواء كانت في الفروع أو في الأصول ، ما كاد كثير من المسلمين ينتبهون لضرورة عدم التفرق ، والاجتماع على ضوء الكتاب والسنة، وإذا بالمسلمين يبتدعون تفرقا جديدا ؛ ألا وهو التفرق الحزبي السياسي ...
إلى أن قال : فنحن نُذكِّر المسلمين بجهود تلك الأحزاب على مُضِيِّ السنين الطويلة ، ماذا أفادت العالم الإسلامي ؛ وقد جرَّبوا حظوظهم في الدخول في البرلمانات ؛ لا شيء إلا القهقرى !! لذلك نحن ننصحكم ؛ وننصح كل المسلمين ؛ ألا يتعاونوا مع الحزبيين في دخول البرلمان ..
فسأله السائل : يعني أفهم من هذا أنهم لا يُنتَخبون ؟ .
فأجاب بِـ : نعم – يعني أنهم لا يُنتَخبون - "

( سلسلة الهدى والنور- شريط رقم : 590 ) .
فيا أيها المسلمون ؛ لنقف وقفة صادقة ضد هذه الديمقراطية ، ولنعط لأميرنا وولي أمرنا ما أوكله الله عز وجل إليه من الحقوق الشرعية ، ولندع له بالسداد والتوفيق .
فعن زياد بن كُسَيْبٍ العَدَويِّ قال : " كنتُ مع أبي بَكرةَ تحت مِنْبَرِ ابْنِ عامِر ؛ وهو يَخطُبُ ، وعليه ثيابٌ رِقاقٌ ، فقال أبو بلال: انظُروا إلى أميرِنا ، يَلبَسُ ثيابَ الفُسَّاق ؟ فقال أبو بَكرَة : اسكت ؛ سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من أهان سُلطانَ اللهِ في الأرض ؛ أهانه الله " (حسَّنه الألباني – صحيح سنن الترمذي – حديث رقم : 2224 ) .
وعن عقبة بن وساج قال كان صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على أمرائهم ، فحججت ، فلقيت عبد الله بن عمرو فقلت له : أنت من بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعل الله عندك علما ، وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلالة ، فقال لي : أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقليد من ذهب وفضة فجعل يقسمها بين أصحابه ، فقام رجل من أهل البادية فقال : يا محمد ؛ والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل فقال : ويحك من يعدل عليه بعدي ، فلما ولى قال ردوه رويدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن في أمتي أخا لهذا يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرجوا فاقتلوهم ثلاثا " ( كتاب السنة ومعه ظلال الجنة في تخريج السنة – حديث رقم : 934 ) .

كتبه : على حسين الفيلكاوي

جريدة القبس

السبت، مارس 08، 2008

ندوة الغزو الإرهابي- ندوة عن خطر الجماعات الإسلامية السياسية -للشيخ محمد العنجري و النائب أحمد المليفي

ندوة الغزو الإرهابي للشيخ محمد العنجري والنائب أحمد المليفي ، و قد أقام الندوة القائمة المستقلة بجامعة الكويت







الأربعاء، فبراير 27، 2008

ماذا تفعل الرعية بالحاكم الظالم والفاسق والفاجر؟

هذه محاولة للإجابة عن هذا السؤال لتبيان ما اخْتُلفَ فيه من الحق مستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله وفقه أئمة الهدى في نصوصهما، عملاً بقول الله تعالى:" فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا".وعلى الكاتب ألا يخفي نصا يخالف رأيه، وعلى القارىء التسليم راضيا مطمئنا
حق الراعي على رعيته
طاعته فيما ليس فيه معصية، والدعاء له، والنصح له
قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات؛ مات ميتة جاهلية" رواه مسلم وقال صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة،... لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامته،
ومن النصيحة لهم جميعا الدعاء للراعي بالصلاح والتوفيق والهداية.قال الامام أحمد بن حنبل لما ذكر ولي الأمر في عهده: "إني لأدعو له بالصلاح والعافية، لئن حدث به حدث لتنظرن ما يحل بالإسلام" كتاب السنة للخلاّل ص 84.
وقال البربهاري: "إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى، وإذا سمعته يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة، فأُمرنا أن ندعو لهم ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا، لأن جورهم على أنفسهم، وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين" شرح السنة ص 51.
وحق الرعية على الراعي
النصح لرعيته في أمور الدين أولا، ثم في أمور الدنيا ثانيا؛ بنشر العقيدة والسنة بالتعليم والحكم والدعوة إلى الله على بصيرة، وبمنع البدع وأعظمها بناء المساجد على أوثان الأضرحة والمقامات والمشاهد والمزارات، وما دونها من الزوايا وسائر بدع العبادات، وللرعية على الراعي حقوق الاحسان والرعاية، وألا يكلفهم ما لايطيقون، وأن يوفر لهم من الخدمات المعيشية ما يطيق، وأن يكون قدوة صالحة في الدين والدنيا، قال الله تعالى: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع اهواءهم}.وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يسترعيه الله رعية، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة" رواه مسلم.وقال صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع ومسؤول عن رعيته" رواه البخاري
جواب السؤال لمن قبل حكم الله في كتابه وسنة رسوله
على الرعية طاعة الراعي وإن ظلم وجار، وإن فسق وفجر، إلا أن يأمر بمعصية الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك" رواه مسلم.وقال صلى الله عليه وسلم: "إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها" قالوا: كيف تأمر من أدرك منا ذلك؟ قال: "تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم" متفق عليه.وقال صلى الله عليه وسلم: "من يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني" متفق عليه.بل قال صلى الله عليه وسلم: "يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي" قال حديفة: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال صلى الله عليه وسلم: "تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع" رواه مسلم.بل قال صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون (أو يميتون) الصلاة عن وقتها؟" قال أبو ذر: فما تأمرني؟ قال صلى الله عليه وسلم: "صل الصلاة لوقتها، فان أدركتها معهم فصل فإنها لك نافلة" رواه مسلم.ومع ظهور المعاصي من الشرك فما دونه في مسلمي اليوم إلا من رحم الله؛ لم يؤمر باقترافها، ولو حدث ذلك وجبت طاعة الراعي في طاعة الله ومعصيته في معصية الله، كما قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أحد رواة الحديث عن ذلك، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه

الأربعاء، فبراير 06، 2008

رسالة في حكم التعليم المختلط - الشيخ محمد بن سليمان الجراح

هذه رسالة كتبها علامة الكويت الشيخ محمد بن سليمان الجراح – رحمه الله -
و قد أرسل إليه بعض الناس يسأله عن حكم الإسلام في الإختلاط ، أي خلط الرجال بالنساء أثناء التعليم ، فرد برسالة هذا نصها :
يكفي في تحريمه قوله تعالى

"يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا "
وقوله تعالى
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى
، و حديث " المرأة عورة " ( رواه الترمذي و صححه الألباني في الصحيحة 2688) و إجماع الأمة عليه فعلاً من عهد السلف الصالح إلى هذا العهد و حاشا أن يكونوا قد ضلوا و اهتدينا أو جهلوا و علمنا و ليسعنا ما وسعهم و لنقتف أثرهم إن كنا متقين ، و قد جاءت الشريعة الغراء بسد الذرائع إلى المحرمات فأمر رب السماوات و الأرض خالق هذا
الكون و مدبر شؤونه العالم بخفايا أموره و بكل ما كان و سيكون بغض البصر عما لا يحل فقال تعالى
قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
و نهى المرأة أن تضرب برجلها لتسمع الرجال صوت خلخالها في قوله تعالى
وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ
و نهاهن عن اللين بالكلام لئلا يطمع أهل الخنى فيهن قال تعالى
فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ
، أما سؤالكم حفظكم الله عن بيان الأضرار التي تنجم عن الإختلاط ، فاعلم أن هذه الفكرة الكافرة الخاطئة الخاسئة المخالفة للحس و العقل و للوحي السماوي و تشريع الخالق الباري من تسوية الأنثى بالذكر في جميع الأحكام و الميادين فيها من الفساد و الإخلال بنظام المجتمع الإنساني ما لا يخفى على أحد إلا من أعمى الله بصيرته فمن ذلك ابتذال المرأة و اختلاطها في الأجانب و ضياع المروءة و الدين لأن المرأة متاع الدنيا و هو أشد متاع الدنيا تعرضاً للخيانة ، لأن العين الخائنة إذا نظرت إلى شيء من محاسنها استغلت بعض منافع ذلك الجمال خيانة و مكراً ، فتعريضها لأن تكون مائدة للخونة فيه ما لا يخفى على أدنى عاقل ، و كذلك إذا لمس شيئاً من بدنها بدن خائن سرت لذة ذلك اللمس في دمه و لحمه بطبيعة الغريزة الإنسانية ولا سيما إذا كان القلب فارغاً من خشية الله تعالى ، فاستغل نعمة ذلك البدن خيانة و غدراً و تحريك الغرائز بمثل ذلك النظر و اللمس .
و الإختلاط يكون غالباً سبباً لما هو شر منه كما هو مشاهد بكثرة في البلاد التي تخلت عن تعاليم الإسلام و تركت الصيانة ، فصارت نساؤها يخرجن متبرجات عاريات الأجسام لأن الله نزع من رجالها صفة الرجولة و الغيرة على حريمهم نعوذ بالله من مسح الضمير و الذوق و من كل سوء و مكروه .
و دعوى السفلة أن دوام اختلاط الطالبات بالطلبة بادية الرؤوس و الأعناق و المعاصم و الأذرع و السوق و نحو ذلك يذهب إثارة غرائز الرجال لأن كثرة المساس تذهب الإحساس كلام في غاية السقوط و الخسة .. لأن معناه إشباع الرغبة مما لا يجوز حتى يزول الإرب منه بكثرة مزاولته – و هذا كما ترى – و لأن الدوام لا يذهب إثارة الغريزة باتفاق العقلاء لأن الرجل يمكث مع امرأته سنين كثيرة حتى تلد أولادها و لا تزال ملامسته لها و رؤيته لبعض جسمها تثير غريزته كما هو مشاهد لا ينكره إلا مكابر ..
لقد أسمعت لو ناديت حيا و لكن لا حياة لمن تنادي
فلو ناراً نفخت بها أضاءت و لكن أنت تنفخ في رماد
"
كتبه الشيخ محمد بن سليمان الجراح - رحمه الله تعالى

الأحد، يناير 27، 2008

رد الشيخ عبيد الجابري على عائض القرني

محاضرة قيمة للشيخ عبيد الجابري - حفظه الله بعنوان
" تحذير الذكي من خطأ فاحش لعائض القرني "
و هي عبارة عن رد لعبارات لعائض القرني - هداه الله - نبز بها العلماء بالجلوس في الأبراج العالية و الإبتعاد عن الأمة و الشباب و الإهتمام بالدنيا و الأموال و الحرص عليها

الجمعة، يناير 18، 2008

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد
فهذا تسجيل لجلسة علمية ضمت عدداً من المشايخ الكرام و هم :
الشيخ فلاح مندكار
و
الشيخ محمد العنجري
و
الشيخ محمد بن رمزان الهاجري
و
الشيخ عادل منصور أبو العباس حفظهم الله
ووفقهم لكل خيرو تمت هذه الجلسة في ليلة الجمعة 9 من شهر ذي القعدة عام 1428 هجرية الموافق 29 / 11/ 2007
مو هذا رابط الدرس بصيغة
mp3 و حجمه
21 mb:
و هنا الدرس بصيغة
mp3
لكن بحجم أقل و وضوح الصوت أقل من سابقه و حجمه 5 mb
:
و أرجو إن كان هناك خلل في الدرس أن أنبه عليه و جزاكم الله خيرا