الأربعاء، يناير 26، 2011

إذا أقبلت الفتن عرفها العقلاء وإذا أدبرت أدركها الجهلاء- مقالة للشيخ محمد العنجري

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين و بعد

فهذه مقالة نشرها الشيخ محمد العنجري – وفقه الله – في جريدة القبس الكويتية و كانت حول طاعة ولاة الأمر و القواعد الشرعية فيها ، و مناسبتها أنه حصل في الكويت كثير من التهييج على ولاة الأمر و التحريض عليه من قبل نواب مجلس الأمة و الجماعات السياسية الإسلامية من خلال ندواتهم و بياناتهم بسبب خلافات داخل مجلس الأمة .

إذا أقبلت الفتن عرفها العقلاء ، وإذا أدبرت أدركها الجهلاء.

تكرر لفظ الفتنة في كتاب الله ستين مرة ومن معانيها قول إمام أهل السنة في زمانه الإمام البربهاري : " وكل ما كان من قتال بين المسلمين على الدنيا فهو فتنة ".
قال تعالى : " ذوقوا فتنتكم " وقال تعالى :" ألا في الفتنة سقطوا " وقال تعالى :" وإن كادوا ليفتنونك " وقال تعالى : " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات "
والمتسببين في الفتنة في وبال عظيم ، قال تعالى : " والفتنة أشد من القتل "

واليوم ، نرقب جميعا ، وبقلوب يعتصرها الأسى والألم ، ما آلت إليه الأمور في بلدنا الحبيبة الكويت ، ولا أجد في هذا المقام سبيلاً للنجاة إلا في الإستجابة لأمر الله والرسول حيث قال تعالى : "يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم" ، وليعلم أصحاب المدارس الفلسفية والسياسية والبدعية أن الحياة لا تكون إلا بطاعة الله في المنشط والمكره ، قال تعالى : "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم " .

أخي المسلم ، أختي المسلمة
أولاً :
إن الله تعالى قد كتب وأوجب علينا طاعة ولي الأمر المسلم فقد قال عز شأنه " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره )) متفق عليه .

ثانيا :
الطاعة لولي الأمر غير مشروطة بعدله أو ظلمه ، أي سواء كان ظالما أو عادلا ًفله السمع والطاعة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها )) قالوا يا رسول الله ، فما تأمرنا ؟ قال ،(( تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم )) . متفق عليه

ثالثا :
الطاعة لولي الأمر واجبة علينا فيما فيه خير لنا أو شر علينا ، لقوله صلى الله عليه وسلم ، (( عليك السمع والطاعة في يسرك وعسرك ، ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك )) . رواه مسلم
والأثرة تعنى الإستنثار ظلماً وعدواناً .
وعن سلمة بن يزيد الجعفي قال : يا رسول الله ، أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا ، فما تأمرنا ؟ قال - صلى الله عليه وسلم- (( إسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم )) . رواه مسلم .

رابعاً :
هل المسلم مخير برد هذه النصوص التي تقدمت في وجوب طاعة ولي الأمر إذا كان غير مقتنع بها عقلاً ؟
الجواب : قال تعالى " وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم " .
وأقول ناصحاً لكل مسلم ، لا يغرنك ولا يستدرجنك أصحاب الطرح الخارجي والخطاب الثوري فما أنت بالنسبة لهم إلا سلما يوصلهم إلى تشكيل القرار السياسي وتحقيق السلطنة ويكفيك بأن تنظر إلى التاريخ ليثبت لك فساد نهج الخوارج ومن شابههم ، والعبرة بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فهم الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ومن تبعهم بإحسان ، ولنقرأ ما كتبه في هذا الباب وما قاله علمائنا من أمثال عبدالعزيز بن باز وناصر الدين الألباني وابن عثيمين والفوزان ولا ننظر إلى المنحرفين عن الصراط الذين يعملون على تحريض الناس على ولاة الأمر بالعصيان والخطابات والكتابات ، وتذكر أيها المسلم أن معظم النار من مستصغر الشرر ، فلا تكن مادة لهم ، فإذا وقعت الفتنة لا يفيد الندم ولا يمكن الرجوع إلا إذا شاء الله .

خامسا : لا تكون الطاعة لولي الأمر في معصية الله لقوله صلى الله عليه وسلم ، (( على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية )) . متفق عليه . وقال أيضاً (( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق )) . رواه أحمد ( صحيح ) وقال صلى الله عليه وسلم ، (( من رأى من أميره شيئا من معصية فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة )).. رواه مسلم .

سادساً :
لا تكون طاعة ولي الأمر تزلفاً وطمعاً بل خالصة لوجه الله تعالى ، قال صلى الله عليه وسلم (( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ... ورجل بايع إماما لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها وفا (رضي) ، وإن لم يعطه منها لم يف (سخط) )) متفق عليه .

سابعاً :
وجوب النصيحة لولي الأمر بالأصول الشرعية ، فقد قال صلى الله عليه وسلم (( ثلاثة لا يغل عليهن قلب مسلم ، إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمور ولزوم جماعتهم )) رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وسلم ((من أراد أن ينصح لذي سلطان في أمر فلا يبده علانية)) ... رواه أحمد والبيهقي (صحيح)

ثامناً :
أخي المسلم ، أختي المسلمة
في عنقكما بيعة للأمير ، وقد أمرنا رسول الله في لزوم طاعته . فاحذروا من شرور دعاة الفتنة ومن الوقوع في شرك الشيطان . فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( من نزع يدا من طاعة فلا حجة له ، ومن مات مفارقا للجماعة فقد مات ميتة جاهلية )) رواه مسلم . ونزع البيعة للأمير تكون باللسان وباليد وبالإعتقاد .
بالإعتقاد : قال صلى الله عليه وسلم (( من مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتة جاهلية )) رواه مسلم
وباللسان : الخروج عن طاعة ولي الأمر باللسان أشد من السلاح ، وقد قال صلى الله عليه وسلم ، (( ستكون فتنة قتلاها في النار ، اللسان منها أشد من وقع السيف )) رواه الترمذي وابن ماجة ( ضعيف ) ، وعن عبدالله بن عكيم قال : لا أعين على قتل خليفة بعد عثمان رضي الله عنه أبدا ، فقيل له ،أأعنت على دمه ؟ قال : " إني أعد ذكر مساوئه عونا على دمه " ... رواه إبن سعد في الطبقات وغيره (صحيح) .
فانظر أخي المسلم كيف جعل ذكر مساوئ الحاكم إعانة على الخروج باليد والسلاح ضده .
وقد قال العلامة بن عثيمين : " ونحن نعلم علم اليقين بمقتضى طبيعة الحال أنه لا يمكن الخروج بالسيف إلا وقد سبقه خروج باللسان والقول " وقال أيضا " نحن نعلم علم اليقين أن الخروج بالسيف فرع عن الخروج باللسان والقول "

تاسعاً :
النهي عن طرق أبواب السلاطين :
فمن هدي أهل الحق ألا يدخلوا على السلاطين في كل حال ، ولا بد من مصلحة واضحة ومنفعة راجحة للأمة من نصيحة أو أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر وغير ذلك ، فبذلك لا يعرض المسلم نفسه لفتن ، قال صلى الله عليه وسلم : " من أتى أبواب السلطان افتتن " . رواه النسائي والترمذي وأبو داود (صحيح) .
وقال صلى الله عليه وسلم :" إياكم وأبواب السلطان فإنه قد أصبح صعبا هبوطاً ." هبوطاً أي ذلاً " . رواه الديلمي وابن منده (صحيح)
وعن أنس رضي الله عنه قال : نهانا كبرائنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : " لا تسبوا أمرائكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم ، واتقوا الله واصبروا فإن الأمر قريب " رواه إبن أبي عاصم (صحيح)

عاشراً :
طاعة الأمير بطاعة نوابه ووزراءه الذين ينفذون أوامره ، قال صلى الله عليه وسلم " من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني " . متفق عليه
وعن جرير بن عبدالله قال : " جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن ناسا من المصدقين يأتوننا فيظلموننا " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أرضوا مصدقيكم " ( الموظفين الذين يجمعون الصدقات ) . قال جريح ما صدر عني مصدق منذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو عني راض " . رواه مسلم


حادي عشر :
إن وحوب طاعة ولي الأمر ثابتة بنصوص القرآن والسنة وإجماع الصحابة ، ولا اعتبار للأفكار والقوانين والآراء الوضعية ، وإن جمعت بين دفتي كتاب ، فالذي يلزمنا عند الوقوف بين يدي الله تعالى حفاة عراة هو شرع الله المطهر فحسب .
قال الحافظ بن حجر ،" أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان "

وأخيراً :
احذر أخي المسلم أن ترد حكم الله ورسوله مهما خالف قناعاتك وآرائك وطباعك ، فقد قال الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،" اتهموا آرائكم على الدين " وثق يا عبدالله بحكم الله وأنه لا يأمر بأمر إلا وفيه الحكمة والخير ، وإياك أن تظن بالله ظن السوء ، أو أن تشك بأن حكمه غير صالح ، فالبسمع والطاعة ندرء الفتن ، وكل من إستقرأ ما وقع في التاريخ أدرك أن عصيان الأمير والخروج على أمره فتح بابا عظيما للفتنة والزيغ ، وكل من خالف هذا النهج الرباني وإن أضمر ذلك أظهره الله على سقطات لسانه أو فلتات أفعاله أو في سحنة وجهه .
قال الله تعالى : " فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " .

كتبه / محمد عثمان العنجري

الخميس، سبتمبر 16، 2010

فتاوى العلماء في التفجيرات و الاغتيالات و المظاهرات و العمليات الانتحارية و الجهاد و القنوت

" فتاوى العلماء في التفجيرات و الاغتيالات و المظاهرات و العمليات الانتحارية و الجهاد و القنوت "

للمشايخ :
ابن باز
ابن عثيمين
الألباني
الفوزان
ربيع المدخلي
عبيد الجابري
صالح الأطرم
صالح آل الشيخ

الأحد، فبراير 14، 2010

كلمة في [ الأناشيد - زعموا - الإسلامية ] !!

يقول فضيلة العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - في كتابه " تحريم آلات الطرب " :

(( هذا وقد بقي عندي كلمة أخيرة أختم بها - هذه الرسالة النافعة إن شاء الله تعالى - [ يعني بها الشيخ : كتاب : " تحريم آلات الطرب " ] - وهي حول ما يسمونه بـ [ الأناشيد الإسلامية أو الدينية ] فأقول : قد تبين من - الفصل السابع - ما يجوز التغني به من الشعر وما لا يجوز ؛ كما تبين مما قبله تحريم آلات الطرب كلها إلا الدف في العيد والعرس للنساء ، ومن هذا الفصل الأخير أنه لا يجوز التقرب إلى الله إلا بما شرع الله فكيف يجوز التقرب إليه بما حرم !؟

وأنه من أجل ذلك حرم العلماء الغناء الصوفي واشتد إنكارهم على مستحليه ؛ فإذا استحضر القارئ في باله هذه الأصول القوية ؛ تبين له بكل وضوح أنه لا فرق من حيث الحكم بين الغناء الصوفي والأناشيد الدينية . بل قد يكون في هذه آفة أخرى وهي أنها قد تلحن على ألحان الأغاني الماجنة ، وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية أو الغربية التي تطرب السامعين وترقصهم وتخرجهم عن طورهم ، فيكون المقصود هو اللحن والطرب وليس النشيد بالذات وهذه مخالفة جديدة وهي التشبه بالكفار والمجان .

وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى ، وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه ؛ فيدخلون في عموم شكوى النبي - صلى الله عليه وسلم - من قومه ؛ كما في قوله تعالى : ( وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) . [ الفرقان : 30 ] .

وإني لأذكر جيدًا أنني لما كنت في دمشق - قبل هجرتي إلى هنا - يعني : عمان - بسنتين - أن بعض الشباب المسلم بدأ يتغنى ببعض الأناشيد السليمة المعنى قاصدًا بذلك معارضة غناء الصوفية بمثل : قصائد البوصيري وغيره ، وسجل ذلك في شريط فلم يلبث إلا قليلاً حتى قرن معه الضرب على الدف ؛ ثم استعملوه في أول الأمر في حفلات الأعراس على أساس أن الدف جائز فيها ؛ ثم شاع الشريط واستنسخت منه نسخ وانتشر استعماله في كثير من البيوت ، وأخذوا يستمعون إليه ليلاً نهارًا بمناسبة وبغير مناسبة وصار ذلك سلواهم وهجيراهم ، وما ذلك إلا من غلبة الهوى والجهل بمكائد الشيطان .

فصرفهم عن الاهتمام بالقرآن وسماعه فضلاً عن دراسته ، وصار عندهم مهجورًا ؛ كما جاء في الآية الكريمة .

قال الحافظ ابن كثير في " تفسيرها " : (3/317) : ( يقول تعالى مخبرًا عن رسوله ونبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ) . وذلك أن المشركين كانوا لا يسمعون القرآن ولا يستمعونه ؛ كما قال تعالى : ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ ) . الآية .

فكانوا إذا تلي عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعوه ، فهذا من هجرانه وترك الإيمان به ، وترك تصديقه من هجرانه ، وترك تدبره وتفهمه من هجرانه ، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه ، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه .

فنسأل الله الكريم المنان القادر على ما يشاء أن يخلصنا مما يسخطه ، ويستعملنا فيما يرضيه من حفظ كتابه وفهمه والقيام بمقتضاه آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يحبه ويرضاه إنه كريم وهاب )) .

الخميس، مايو 21، 2009

الخميس، فبراير 05، 2009

مهزلة بيانات علماء الأمة بزعمهم ؛ للشيخ سعد الحصين -حفظه الله تعالى-

  • مهزلة بيانات علماء الأمة بزعمهم

للشيخ سعد الحصين -حفظه الله تعالى-منقول من موقعه الرسمي


بين عام وآخر يذكرنا بعض الحركيين (ومن يستخفُّونه ويحركونه من غيرهم)؛ يذكرون الناس بأنفسهم فيصدرون بيانًا يشغلون به روَّاد الانترنت عما أرسل الله تعالى جميع رسله وأنزل به كل كتبه: {يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59]؛ يشغلونهم بالفكر والتحليل الساذج لأخبار الإذاعات والإشاعات عن الوحي والفقه في الدين وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.

وآخر هذه البيانات: بيان (من اغتصبوا لقب) علماء الأمة في مظاهرة اليهود على المسلمين في غزة، وبيان مكة الثاني في مناصرة أهل غزة.

وقد تبيَّن لي من البيانين ما يلي:

1) ليس من بين الأسماء المذيَّل بها أي البيانين من يرقى إلى درجة العلم والعمل غير اثنين اشتهر أحدهما (ختم الله له بالسنة والجنة) بآلية التوقيع على أيِّ ورقة توضع بين يديه، وانحرف الآخر بانسياقه وراء ما ينقل إليه من أخبار السياسة غير الشرعية دون تثبت، ردَّه الله.

2) ليس من بين الأسماء المذيَّل بها أي البيانين من يرقى إلى درجة الدعوة إلى الله على منهاج النبوة غير الشيخ د. عبد الله شاكر الجنيدي نائب رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية، فاتصلت به في القاهرة فبيَّن لي أن مفتري بيان من سموا أنفسهم علماء الأمة قد كذب عليه، وعلى الأستاذ د. جمال المراكبي رئيس الجماعة، وأنهما نشر تكذيبًا له على الانترنت، وفي مجلة التوحيد (مجلة الجماعة وخير المجلات الدينية على الإطلاق).

3) بقية الأسماء التي ذيل بها بيان المئة وبيان الخمسين (كما سُمِّيا) المزوَّر منها والصحيح (إن وجد) هي لفكريين وحركيين، مغموصٌ عليهم بالخروج عن منهاج السنة وعلى الجماعة والولاية، والانحراف عن فقه الأئمة في القرون المفضلة إلى فكر محمد قطب ومن ورائه فكر سيد قطب وحسن البنا تجاوز الله عن أمواتهم وهدى الباقين منهم إلى منهاج النبوة.

وقد طلبت من أبرزهم أن يحذو حذو أبيه (العالم العامل الداعي إلى الله على بصيرة الذاب عن شرع الله في الاعتقاد والعبادة) فيردَّ هجمة الصحفيين والمفكرين على الدين والدعوة وأهلهم ويبيِّن للناس ما عرفه (وأهمله) من حقيقة إفراد الله بالعبادة والدعاء وحده، وحقيقة الشرك الأكبر بمن سميت بأسمائهم المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة التي لا يكاد يخلو منها بلد مسلم (خارج بلاد التوحيد والسنة والدولة السعودية المجددة) فأجاب بأن الجرايد لن تقبل نشر ما يكتب لو كتب؛ فما باله يتقرب إلى الله أو إلى الناس بإدمان كتابة البيانات السياسية المهزليَّة؟!

4) قال الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً} [النساء: 83].

وقال ولي الأمر (في الدولة التي جدد الله بها دينه ثلاث مرات في القرون الثلاثة الأخيرة متميزة بذلك على جميع دول المسلمين منذ القرون المفضلة) أثناء استقباله للمشاركين في المؤتمر العالمي للفتوى الذي عقده المجمع الفقهي لدى رابطة العالم الإسلامي عام 1430: (للفتوى شروط يجب أن تتوفر في أهلها، [وعلى] وسائل الإعلام ألا تفتح الباب على مصراعيه للإفتاء لغير العلماء الثقات العارفين بشرع الله وواقع أمتهم.)

وإذا لم يَزَع الله الحركيين والحزبيين والإعلاميين بالقرآن عن الجرأة على الفتوى والإذاعة بها دون ردها إلى الشرع ولا إلى ولاة الأمر منَّا فلعل الله أن يزعهم بالسلطان فيأخذ على أيدي الخارجين على منهاج السنة ومنهاج الولاية الشرعية حتى لا يتجرأ على الفتوى من لم توكل إليه سواء في وسائل الإعلام المنظمة، أو المنفلتة مثل (حوس الذّهِيْب) الانترنت، فإما أن يخضعوا لطاعة الله بطاعة ولاة أمرهم في المعروف وإما أن ترجف بهم أرض التوحيد والسنة فيخرجوا (مهاجرين) إلى أرض النصرانية والعلمانية والوثنية كما فعل ابن لادن والفقيه والمسعري وسرور.

5) أرجف مدمنوا البيانات (السياسية غير الشرعية) بألفاظ الخيانة والكفر والردة والنفاق على بعض الدول العربية (مصر فيما فهمت منهم) بل على الأفراد والجنود والموظفين (الذين أعانوا على إغلاق معبر رفح) لأنه (مظاهرة الكفار على المسلمين)، وهي شنشنة عرفوها من سيد قطب رحمه الله. ولعلهم جهلوا ولم يتجاهلوا الفرق بين التعاون مع الكفار محبة لدينهم وبين التعاون معهم لمصلحة دنيوية كما ثبت من قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، وكما أجمع كبار علمائنا وعلى رأسهم شيخ الإسلام في القرن الأخير ابن باز رحمه الله على الاستعانة بالقوات الدولية (وأكثر قادتها وأفرادها نصارى) على البعثيين العراقيين (وعلى رأسهم: صدام الدين حسين ومعلمهم الأول: ميشيل عفلق) وإن انتمى أكثرهم للإسلام، لطردهم من الكويت.

ولعلهم جهلوا ولم يتجاهلوا أن أكثر الدول العربية بل جلها أو كلها ترى من واجبها شرعاً وعقلاً حماية البلاد والعباد من محاولات حزب الإخوان المسلمين التسلل من كل طريق (ومَعْبَر) وبكل وسيلة للاستحواذ على السلطة وبمختلف الذرائع من محاربة اليهود إلى الحكم بما أنزل الله (وهو مخالف لمناهجهم ووسائلهم وغاياتهم)، وعندما طمعوا في مدد الخميني تسابقوا إلى تقديسه وتعظيمه شعراً ونثراً ثم حجًّا إلى وثنه بعد موته. وعندما طمعوا في مدد البعث العراقي لجأ إليه السوريون منهم ومعهم ميشيل عفلق هربًا من البعث السوري وقال أحد قادتهم (سعد الدين): وجدناهم يقومون على قاعدة إيمانية (بالبعث؟ أو بالمقامات والمزارات الوثنية)؟ وعندما طمعوا في مدد صدام الدين طبَّل الفلسطينيون منهم خاصة وغيرهم عامة فرحًا باحتلال الكويت وتهديد دول الخليج وعدوا محاربيه المسلمين كفاراً موالين لكفار، وسموا صدام (صلاح الدين) وكانوا يكفرونه يوم قاتل الشيعة الفارسيين، وظاهَرَهم بعض من انخدع بهم في دول الخليج (وما أشبه الليلة بالبارحة) في البيانات والفتاوى والقنوت بالباطل.

6) وكعادتهم إذا استدلوا بالقرآن: أوردوا أربع آيات في غير موردها لأنها تخص الموالاة بمعنى التولي والمودة والمحبة من أجل الدين لا التعاون لمصلحة دنيوية، وقد تعاون النبي صلى الله عليه وسلم مع اليهود المحاربين في خيبر بعد هزيمتهم.

7) عدَّوا القتال في فلسطين جهادًا شرعيًّا مخالفين شرع الله: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» جوابًا لمن سأل عن القتال حمية أو شجاعة أو غضباً أو ليُرى مكانه.

وما عرف عن الإخوان المسلمين (الحزب): القتال لتكون كلمة الله هي العليا (وبخاصة في فلسطين)، بل لم يعرف عنهم مجرد الدعوة إلى أهم ما دعا إليه كل الرسل من إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه، بل تجنب مؤسس الحزب (وهو خيرهم فيما نعلم رحمه الله) النهي عن شرك المقامات والمزارات والأضرحة (وقد ولد وعاش ومات بينها وكان من روادها) في واجباته وموبقاته، وفي وصاياه العشر التي أخذ عددها من اليهود (ولا يزالون يثبتون النهي عن الشرك وعبادة الأوثان والقتل والزنى والسرقة وعددًا من الوصايا التي يوجد أصلها في كتب الله جميعًا، وغفل عنها حسن البنا تجاوز الله عنه). والقتال في سبيل الله آخر مراحل الدعوة الشرعية لا أولها كما يفعلون.

8) واحتاطوا للرد على مخالفيهم بما يعلمه الجميع من اجتذاب حماس للرد الإسرائيلي بصواريخهم الهزيلة التي تطيل أمد المعانات الغزاوية، ولا تزيل الظلم الإسرائيلي بل تزيده ظلمًا وعدوانًا، واجتذاب الضرب الإسرائيلي للمناطق المأهولة لإثارة الرأي العام العالمي عليهم، بينما ربحت مصر سيناء كلها وهي المنتجة للبترول، والسلطة الفلسطينية الضفة الغربية بالمفاوضات في أمريكا وأوروبا.

9) تناقض البيان الثاني في (ص 2) في فقرتين متتاليتين بنهيه عن (مبادرات السلام) لأنه لا يوثق لليهود بعهد ولا ميثاق ثم إباحته (الهدنة المؤقتة).

10) وخالف شرع الله بحثِّه على استهداف مواطني إسرائيل دون استثناء طفل ولا امرأة ولا عابد في صومعته ولا مسلم. هدى الله الجميع لأقرب من هذا رشدًا. (صفر 1430هـ)

الأحد، فبراير 01، 2009

مخالفة شرعية و بدعة جديدة !! مقالة قيمة للشيخ محمد الشيباني عن غزة و حماس‏

  • مخالفة شرعية وبدعة جديدة!




كتب محمد بن إبراهيم الشيباني

31/01/2009

جريدة القبس



خرجوا في التظاهرات بأطيافهم كافة ولحاهم المتنوعة الكبيرة والصغيرة وبحماسة شديدة، منهم النائب والشيخ والدكتور الحزبي وغيرهم، كلهم هتفوا لنصرة حماس لا الشعب الفلسطيني الذي كان يقتل جراء التستر في المباني والبيوت الواقعة بين بيوت الأهالي، حيث ان الجيش الإسرائيلي كان يتابعهم بوساطة أجهزته وجواسيسه الفلسطينيين في كل نواحي غزة.

المتظاهرون، الآن وبعد أن هدأت المعركة وسكتت المدافع المتنوعة ألم يقرأوا قول الله تعالى من قبل:

«وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة..!»

هل كانت حماس تعلم جيداً أن قوتها لا تعد شيئاً عند قوة اليهود وجيشهم الحديث؟ أم هي الحماسة على اسمها حماس التي كانت تقولها الجماهير العربية في حقب الخمسينات والستينات؟ أي إعدادها كان بتلك الحماسة؟ أم وعد إيران وسوريا وحزب النصر الإلهي لها بالنصرة إن تعرضت لأي اعتداء؟ أم اعتدادها بصواريخها غير المبرمجة البرمجة الحديثة في تحديد الأهداف؟ أم جيشها وسراياها وغيرها، فكل هذه أسكتتها القوات الإسرائيلية في خلال الأيام الأولى من الضربة، وهدمت عليهم مقراتهم وبيوتهم والأماكن التي تستروا بها! فوالله لو أرادت إسرائيل مسح غزة بمن فيها لمسحتهم في تلك الأيام العشرين وزيادة، ولكن ثبت أن ضربتها كانت ذات أهداف محددة، وقد أتمتها في تلك مائة في المائة، فأوقفت الحرب، لو كان ذلك غير ذلك لكان حجم القتلى والدمار أكبر من ذلك، ومن قتل أو جرح أو تضررت داره فمن جراء متابعتها لفلول حماس في كل مكان، فكان أكثر القتلى من النساء والأطفال، رحمة الله عليهم، ولا أبرر لجرائم اليهود الكثيرة وجريمتهم الأخيرة فهم لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة.

هل كان الحماسيون ومن تشققت حناجرهم عندنا والمتعصبون والمفتونون بهم لا يعلمون كل ذلك أي حجم الكارثة لو دخلوا في حرب مواجهة مع إسرائيل من دون الإعداد الحقيقي العسكري والشرعي؟

من القاتل الحقيقي للشعب الفلسطيني أمس واليوم وغدا أليس هي منظماته المستسلمة والمتهورة؟

أخيراً: تصبح غترة هنية هي اليامعة (الحجاب) الذي يضعه الحماسيون عندنا على أكتافهم وعلى أعناقهم وفي النهاية تباع هذه الكوفية بمائة ألف دينار كويتي فقط لا غير؟! أليس باستعمال هذه الكوفية وبهذه الطريقة بدعة جديدة أرجعتنا إلى الجاهلية الأولى وطرائقهم في الاهتمام بالموروثات القديمة وتعظيم الشخصيات؟! راجعوا أنفسكم وعقلكم ودققوا في دينكم وما احتفلتم به لبيع الكوفية بالمزاد مخالفة شرعية أم لا؟ وبدعة جديدة أم لا؟ لا أقصد هنا النيات ولا من اشتراها، ولكن قصدي التطبيق العملي وإشاعته بين الناس، وأخذهم بالصوت العالي حتى لا يعلو الصوت الآخر! أقول ليس كل مريد للخير ببالغه وليس بهذه الصورة تدار الأمور، ولن تحمسنا أفاعيلكم فننسى ديننا! والله المستعان.




الجمعة، يناير 30، 2009

هل يجوز للفسلطيني المسلم أن يقتل كافراً في فلسطين - جواب الإمام الألباني- رحمه الله -


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و بعد
هذا سؤال وجه للشيخ العلامة الألباني – رحمه الله – حول مسألة قتل الكفار في فلسطين ، و مصدر الفتوى في الشريط (317) من سلسلة الهدى و النور ، أفادني بالمصدر أحد الأخوة – جزاه الله خيراً –

السؤال : اليوم أهلنا في فلسطين في حالة صراع مستمر مع اليهود ، هل يجوز شرعاً إذا أمسك أحد أهلنا بيهودي هل يجوز أن يقتله ؟
الشيخ : هل يجوز أيش ؟
السائل : يقتله ؟
الشيخ : هل يجوز أن يقتل يهودياً ؟ يقتله وين هنا ولا هناك ؟
السائل : هناك ..
الشيخ : يا أخي أنتم ما عم تشوفوا إنه لا يقتل يهودي إلا و يقتل مقابله عديد من المسلمين ؟ ما رأيتم هذا ؟ القتلى من المسلمين أكثر أم من اليهود ؟
السائل : من المسلمين لكن لابد من الشغلات هذه حتى نوقع في قلوبهم الربع ..
الشيخ : لا مش لا بد هكذا ..
السائل : إلى متى ؟ ..
الشيخ : لا بد مش هكذا ..
أوردها سعد و سعد مشتمل .. ما هكذا يا سعد تورد الأبل
تصور هلئ إنت إذا بقي الحال هكذا شو بتكون النتيجة ؟ المسلمين عم يتفرجوا و الفلسطينيين عم ينذبحوا شو بتكون النتيجة ؟
يقتل يهودي و يقتل مقابله عشرة و يسجن الألوف شو بتكون النتيجة .؟
تكون انتصار على اليهود ؟!!
مو هذا هو الطريق ..
الحقيقة أن المسلمين الآن أخطؤوا طريق الجهاد ، الجهاد يبدأ بجهاد النفس كما قال - عليه الصلاة و السلام - " المجاهد من جاهد (نفسه) لله "( السلسلة الصحيحة- 549 ) لا أقول الحديث المشهور على ألسنة الناس " رجعنا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر " هذا حديث ضعيف لكن يغني عنه الحديث الصحبح و هو قوله عليه الصلاة و السلام " المجاهد من جاهد نفسه لله "

المادة الصوتية