الجمعة، يناير 30، 2009

هل يجوز للفسلطيني المسلم أن يقتل كافراً في فلسطين - جواب الإمام الألباني- رحمه الله -


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و بعد
هذا سؤال وجه للشيخ العلامة الألباني – رحمه الله – حول مسألة قتل الكفار في فلسطين ، و مصدر الفتوى في الشريط (317) من سلسلة الهدى و النور ، أفادني بالمصدر أحد الأخوة – جزاه الله خيراً –

السؤال : اليوم أهلنا في فلسطين في حالة صراع مستمر مع اليهود ، هل يجوز شرعاً إذا أمسك أحد أهلنا بيهودي هل يجوز أن يقتله ؟
الشيخ : هل يجوز أيش ؟
السائل : يقتله ؟
الشيخ : هل يجوز أن يقتل يهودياً ؟ يقتله وين هنا ولا هناك ؟
السائل : هناك ..
الشيخ : يا أخي أنتم ما عم تشوفوا إنه لا يقتل يهودي إلا و يقتل مقابله عديد من المسلمين ؟ ما رأيتم هذا ؟ القتلى من المسلمين أكثر أم من اليهود ؟
السائل : من المسلمين لكن لابد من الشغلات هذه حتى نوقع في قلوبهم الربع ..
الشيخ : لا مش لا بد هكذا ..
السائل : إلى متى ؟ ..
الشيخ : لا بد مش هكذا ..
أوردها سعد و سعد مشتمل .. ما هكذا يا سعد تورد الأبل
تصور هلئ إنت إذا بقي الحال هكذا شو بتكون النتيجة ؟ المسلمين عم يتفرجوا و الفلسطينيين عم ينذبحوا شو بتكون النتيجة ؟
يقتل يهودي و يقتل مقابله عشرة و يسجن الألوف شو بتكون النتيجة .؟
تكون انتصار على اليهود ؟!!
مو هذا هو الطريق ..
الحقيقة أن المسلمين الآن أخطؤوا طريق الجهاد ، الجهاد يبدأ بجهاد النفس كما قال - عليه الصلاة و السلام - " المجاهد من جاهد (نفسه) لله "( السلسلة الصحيحة- 549 ) لا أقول الحديث المشهور على ألسنة الناس " رجعنا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر " هذا حديث ضعيف لكن يغني عنه الحديث الصحبح و هو قوله عليه الصلاة و السلام " المجاهد من جاهد نفسه لله "

المادة الصوتية

الأربعاء، يناير 21، 2009

[مقال] عن القتال لله و النصر منه


عن القتال لله والنصر منه
فضيلة الشيخ : سعد الحصين حفظه الله


كتب أحد الإخوة من كبار طلاب العلم الشرعي والعمل الشرعي يدعوني إلى المشاركة في مناقشة بعض المسائل مع عدد من إخوانه وزملائه في وظيفتي القضاء الشرعي والتدريس الجامعي. وكان من السهل عليَّ الاعتذار ببعد عهدي بمقاعد الدراسة الشرعية النظامية إذ تخرجت من كلية الشريعة (بمكة المباركة وهي الأولى في المملكة المباركة) عام 1376، أي: قبل نصف قرن، وببعدي عن مصادر السياسة غير الشرعية، أي: وسائل الإعلام إذ هجرتها منذ عشرات السنين بعد أن بدا لي شبه استحالة حكمها بالشرع أو العقل، لأنها لا تريد الخضوع لأي منهما، بل: (لسانك وقلمك سبيل رزقك). ولكني أعلم أنه يربط مسائله بمكان واحد: فلسطين، وهو يعلم صلتي بجميع بلاد الشام ومنها فلسطين قريباً من ربع قرن في العمل الشرعي الحكومي ثم التعاوني بعد ذلك حتى هذا اليوم بالدعوة إلى الله على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، لا على ما ابتدعته الجماعات والأحزاب الإسلامية، والإغاثة بالطعام لا بالمال الذي يمكن أن يصرف في غير وجهه الشرعي. وتقربت إلى الله بكتابة هذه الأسطر إليه بياناً لما أعلم أنه الحق ولو خالفه أكثر من في الأرض: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} [الأنعام: 116]:
أ‌-هل المسلمون اليوم أهْلٌ لنصر الله في فلسطين؟
منذ زرتها عام 1385، ثم تابعت أحوال الدين والدعوة فيها عن كثب منذ منتصف عام 1401 حتى اليوم، لم يظهر لي أن المسلمين فيها أهل لحكمها بشرع الله، أو النصر على الطامعين فيها، أو مجرد الحياة على أرضها:
1)المعاصي والمنكرات والمبتدعات منتشرة فيها على كل مستوى، ولا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر على أي مستوى ظاهر من أي فرقة.
2)تميزت سوءًا عن بقية بلاد المسلمين بلَعْن الربِّ، ولعن الدِّين، ينشأ عليه الصغير ويهرم عليه الكبير، ولم يُتَّهم يهودي ولا نصراني فيما أعلم مرة واحدة بمثل هذا الإثم العظيم الذي يبرأ منه العقل والغريزة.
3)ومثل هذا الإثم والظلم العظيم شناعة: تعظيم أوثان المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة والأنصاب، وصرف الدعاء والنذر والذبح وطلب المدد والطواف لأصحابها. ولا عجب فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع.» متفق عليه، ولكن العجب ـ بل والخزي ـ في أن يسبق المنتمون للإسلام والسنة اليهودَ والنصارى في عدد الأوثان (كما علمت من نشرة إحصائية نشرتها مديرية أوقاف القدس) في مخالفة صريحة صارخة لآخر وصايا النبي صلى الله عليه وسلم عند موته: «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد.» قالت عائشة رضي الله عنها: يُحذِّر من ذلك. متفق عليه. بل وضعوا وثنين باسم نبيين لم يذكرا في كتاب ولا سنة: النبي روبين والنبي سيرين في سيريس (أو لعله سيريس في سيرين)، ولا شك أن ما خفي كان أعظم.
والعجب والخزي: أن يسبق اليهود إلى تعظيم أربعة قبور في مغارة الخليل، ويحتل الصليبيون فلسطين فيبنون فوقها كنيسة، ثم يأخذها الأيوبيون فيبني (المسلمون) فيها سبعة أوثان ضخمة ظاهرة باسم: يعقوب وزوجته ويوسف إضافة إلى الأسماء التي اتبعوا فيها من قبلهم: إبراهيم وزوجته وإسحق وزوجته صلوات الله وبركته عليهم أجمعين، وسموا معبد الأوثان هذا: الحرم الإبراهيمي الشريف.
4)ومن الشر والخزي: أن يحتل اليهود الجزء الأخير من فلسطين عام 1967 إضافة إلى ما احتلوه عام 1948 (عشرات السنين) فيمتنعون عن بناء مؤسسة للقمار وما يتبعه من كبائر خضوعًا للدين وأهله؛ فيكون المشروع الفلسطيني الأول والأكبر تجاريًّا وسياحيًّا: كازينو القمار في أريحا مدينة (حررتها) معاهدة أوسلو. ويطمع العلمانيون من اليهود في إقناع دولتهم بقبول بناء مؤسسة مماثلة للقمار في النقب حتى لا تذهب أموال المقامرين اليهود إلى جيوب الفلسطينيين فلا ينجحون في إقناعهم حتى اليوم، لأن للدين وزنًا راجحًا.
5)ولم أر مرة واحدة من مدَّعي الجهاد والشهادة باسم الإسلام أي محاولة (منذ حسن البنا وسيد قطب وتقي الدين النبهاني رحمهم الله) لإخراج أفرادهم وغيرهم من وثنية المقامات والمزارات التي ولدوا وعاشوا وماتوا بينها، وهي الوثنية الأولى منذ قوم نوح إلا أن متأخري عبادها يدعونها في الرخاء والشدة وما بينهما تقربًا واستشفاعًا.
6)ولم أر مرة واحدة من مدَّعي الجهاد والشهادة باسم الإسلام اليوم أي محاولة لرد أفرادهم وغيرهم إلى دين الله الحق وأوله وأعظمه إفراد الله بالعبادة ونفيها عما سواه، ولا إلى ما دون ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الاعتقاد ثم العبادة ثم المعاملة، من أحمد ياسين والرنتيسي رحمهما الله، إلى أن يقوم أشهر قادة حماس بالحج إلى وثن الخميني وتقديم قربان من الورود (أكبر من الذباب) والتصريح بأن الخمينيَّ: (أبونا الروحي)، ولعله يحلم مع الإعانة المالية المعتادة من إيران بطريق يسمى باسمه كالاسلامبولي لقتله السادات رحمه الله وكسيد قطب (7 طرق) لتنقصه خمسةً من المبشرين بالجنة وعددًا من بقية الصحابة وإسقاطه عهد عثمان رضي الله عنه من الخلافة الراشدة المهدية، وتحريضه على الخروج.
7)وبمقارنة حالنا في فلسطين من حيث الدين والخلق بقول الله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: 40]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، فلا شك أننا لسنا أهلاً للنصر في فلسطين ولا في غيرها (خارج جزيرة العرب المميزة من الله بتجديد الدين في كل قرن من القرون الثلاثة الأخيرة بالدولة السعودية في مراحلها الثلاث). قد ينزل الله النصر على عباده الكافرين مثل الشيوعيين في فيتنام وكوبا، ولكنه النصر الآخر.
ب‌-هل يجوز وصف المقاومة في فلسطين: جهادًا في سبيل الله؟
المعيار: الوحي والفقه فيه من أهله في القرون الأولى المفضلة. سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل للمغْنَم أو ليذكر أو ليرى مكانه (وفي رواية أخرى: شجاعة أو حمية أو غضبًا) فمن في سبيل الله؟ قال: «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله.» متفق عليه.
1)نرى الأحزاب المقاتلة لا تأمر بمعروف (ولو كان توحيد العبودية) ولا تنهى عن منكر (ولو كان الشرك الأكبر) ولا توالي في الله ولا تعادي فيه، بل المنفعة الحزبية هي وحدها الحكم.
2)ونراها تقتل النفس التي حرم الله قتلها بغير حق، نفس المفجِّر ونفس المفجَّر (وكله فجور لم يُحَكَّم فيه شرع الله المفترى عليه)، ومرة واحدة على الأقل حكم الحزب (المجاهد في سبيل نفسه) بقتل فلسطيني بحجة تعاونه مع العدو، وبعد أسبوع أعلن الحزب أن المقتول بغير حق صار شهيدًا. وصكوك الشهادة مثل صكوك الغفران: هباء.
3)ونراها تعلن بعد كل عملية عسكرية أن الحزب المعلن (من بين الأحزاب) هو منفذ العملية، لأي غاية؟ إن لم يكن ليُرى مكانه فيزيد نصيبه من المكافآت السنية أو الشيعية أو العلمانية أو النصرانية أو الشيوعية (ولا تعجب إذا عرفت أن الشيوعيين اليهود كانوا هم الذين يخيطون الأعلام الفلسطينية للمقاومة الفلسطينية قبل معاهدة أوسلو) فأعداء دولة الظلم كثيرون وهم لا يقلون عنها ظلمًا: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13].
4)ونراها تخرج عن الدولة والأمة فتعزل غزة عن بقية بلاد فلسطين التي تحكمها السلطة، وتجتذب الرد الإسرائيلي بصواريخ القسام على رؤوس العزَّل ثم تشكو من الاعتداء، ومنذ بداية القرن الخامس عشر لم أر هجومًا إسرائيليًّا لم يُجتذب بغارات الفلسطينين من مختلف الأحزاب الإسلامية والعلمانية. وترفض حماس في الأزمة الحالية وجود قوات دولية توقف الغارات من الجانبين لأنها هي سبب وجودها.
وتحاول إسرائيل استدراج المقاومين لقتالهم خارج المنطقة المأهولة فيحاول المقاومون استدراج إسرائيل للقتال في المنطقة المأهولة؛ إسرائيل لا تريد إثارة الرأي العام العالمي بقتل المدنيين، والمقاومة تريد ذلك كلٌّ لمصلحته، أما الحق والعدل فليس أكبر همّ أي منهما فيما يظهر من قوله وعمله.
5)ويظهر من أقوال قادة الأحزاب منذ أسس حسن البنَّا جماعة الإخوان المسلمين أن قصده اغتصاب الحكم. ولما انفصل حزب التحرير، والتكفير والهجرة، والجهاد لاستعجالهم الأمر حاول الحزب الأم إثبات جدوى تكتيكه الوصول إلى السلطة دون اللجوء إلى السلاح فحاول الدخول إلى حمى الحكم بطريق البرلمان (ولو باسم حزب الوفد المصري مثلاً الذي يصفه بالعلمانية) في مصر والأردن والجزائر واليمن فأخفق في كل مرة، ثم ركب غزة بعد اغتصابها من السلطة.
6)وكان القتال في شرع الله هو آخر مراحل الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله لتكون كلمة الله هي العليا؛ فجعله الأحزاب الموصوفة بالإسلامية أول المراحل، بل نفت أول مراحل الدعوة في كل رسالات الله إلى عباده: (توحيد الله بالعبادة ونفيها عما سواه) من مناهجها العملية أبدًا، ومن جلِّ مناهجها النظرية، ونفت ثاني أهم مراحل الدعوة: (التزام السنة وهجر البدعة)، ونفت ثالث أهم مراحل الدعوة (مع تداخل هذه المراحل): (ترتيب أوليات الدين والدعوة: الاعتقاد ثم العبادات ثم المعاملات) فلم تُظْهِر الاهتمام بغير جزء من المعاملات.
7)واختارت مناهج البشر على منهاج النبوة والصُّحْبة والاتباع. وادعت انتصارها للحكم بما أنزل الله ولكن بالفكر لا بالفقه الأول في الدين ممن زكَّاهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم خير القرون قبل أن تخلف بعدهم الخلوف، وكانوا أقرب إلى صحة اللغة وصحة النقل وصحة الغاية والوسيلة، وفوق ذلك صحة المنهاج.
8)وإذ تقرر أن المقاومة الحزبية في غزة فلسطين لا تقاتل أبدًا لتكون كلمة الله هي العليا بل لتكون كلمة الحزب هي العليا فيما يظهر من قولها وعملها، وأنها لا تقيم شرع الله ولا تتبع منهاج نبيه في الدين ولا في الدعوة بل منهاج الحزب، وأنها تقاتل تحت راية خارجة على الأمة والدولة، راية الحزبية الخاصة بها لا راية الأمة والدولة؛ فلا شك أنها لا تجاهد في سبيل الله بل في سبيل الحزب أو الغضب أو ليُرى مكانها أو للمغنم الدنيوي من مال أو متاع أو إمارة. ولعل الله أن يهدينا لأقرب من هذا رشدًا، ويهيئنا بذلك للنصر من الله والعز والتمكين؛ فهذا طريقه: نصر الله باتباع شرعه وسنة نبيه ونبذ مناهج الحزبية المبتدعة الضالة المضلَّة، الصارفة عن طريق الحق صراط الله المستقيم.
ج- هل يجوز القنوت في صلاة الفريضة لمصلحة المقاومة؟
ولي أمر المسلمين في هذه البلاد المباركة المنوط به أمر الصلاة وإقامتها في بيوت الله وتهيئتها لذلك: (وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد)، وبفضل الله قام عليها منذ أنشئت خيار الأمة علمًا وعملاً، فهي التي تتولى هذا الأمر، وقد نهت عن القنوت إلا بإذن منها، ولم يصدر إذن بذلك منذ بداية الأزمة، فلا يجوز للإمام القنوت لهذه الأزمة ولو أفتاه من أفتاه. قال الله تعالى: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 83].
ويا للحسرة، فمصدر المفتين والمستفتين وسائل الإعلام الظنية في أحسن أحوالها، وأكثر أدعية المْحدَثين مُعْتَدِية وهم لا يشعرون.
(1430 هـ)

المصدر

الاثنين، يناير 19، 2009

يسمونه : ( جهاداً ) وهو في الحقيقة ( مغامرة ) للشيخ العلامة الفوزان حفظه الله تعالى


قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى :


( الجهاد له باب عظيم في مؤلفات أهل العلم يرجع إليها وتستقرأ هذه الأحكام من كتاب الله وسنة رسوله ، ويسأل عنها أهل العلم وأهل البصيرة ، لأن الجهاد أمره عظيم ، إذا نُظِّم وصار على ما رسمه الله عز و جل ، صار جهاداً نافعاً للأمة ، أما إذا كان فوضى وبغير بصيرة وبغير علم فإنه يصبح نكسة للأمة وعلى المسلمين ، فكم يقتل من المسلمين بسبب مغامرة جاهل أغضب الكفار _ وهم أقوى منه _ فانقضوا على المسلمين تقتيلاً وتشريداً وخراباً ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ويسموا هذه المغامرة بالجهاد ، وهذا ليس هو الجهاد لأنه لم تتوفر شروطه ، ولم تتحق أركانه ، فهو ليس جهاداً وإنما هو عدوان لا يأمر الله عز و جل به . )


[رسالة : الجهاد أنواعه وأحكامه 91 ، 92 ضمن سلسلة وصايا وتوجيهات للشباب ]

الخميس، يناير 15، 2009

الذي تجريه حماس على أرض غزة يخالف شرع الله ـ تعالى ـ / مقالة للشيخ هشام العارف‏

الذي تجريه حماس على أرض غزة يخالف شرع الله ـ تعالى ـ / مقالة للشيخ هشام العارف
هذه مقالة كتبها الشيخ هشام العارف و هو أحد مشايخ السنة في القدس و يبين فيها حال حركة حماس و جهادها المزعوم الذي جر الأذى على المسلمين في فلسطين
أرجو أن تنشرها أخي الكريم ما استطعت لبيان حال هذه الجماعة التي جرت المصائب و سلطت الكفار على المسلمين
--------------

الذي تجريه حماس على أرض غزة يخالف شرع الله ـ تعالى ـ لمسائل:


حماس جهادها مزعوم

(1) الجهاد المزعوم الذي تدَّعيه حماس هو خلاف فتوى العلماء الربانيين في الجهاد المشروع، وقد كتب العلماء في بيان الجهاد المشروع وفصَّلوا فيه التفصيل الكافي. (انظر في هذا الرابط ستجد فتاوى العلماء في الجهاد )

حماس جماعة لا يرجى لها النجاح

(2) وحماس جماعة لا يرجى لها النجاح بسبب التخليط الموجود في معتقداتها، فهي تقبل أن يجتمع فيها كل أهل الضلال، من المعتزلة، والأشاعرة، والخوارج، والصوفية، والرافضة، .. الخ وهؤلاء جميعاً إخواناً في الباطل، وليسوا إخواناً في الحق.
(3) وحماس مستعدة لأن تتحالف مع جميع الفصائل الفلسطينية على مختلف توجهاتها، ولو كانت توجهاتها ملحدة. كما هي مستعدة للتحالف مع النصيرية الذين وصفهم شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بالغلاة الذين يعتقدون إلهية علي وأنهم أكفر من اليهود و النصارى. وكل من تتحالف معهم حماس من الفصائل والفئات الغير ملحدة مستعدون ـ هم الآخرون ـ أن يتحالفوا مع الشيطان!!
(4) وحماس في قتالها لا ترفع راية لا إله إلا الله، فإن قال قائل ـ متحدّياً ـ: لا، هي ترفعها.
فجوابنا: إن رفعتها فإنها ترفعها شعاراً لدغدغة عواطف الناس، كما فعل من قبل صدّام ـ رحمه الله ـ عند دخول الكويت فجأة، وكما فعل نصر اللات الرافضي الحاقد على السنة وأهلها، الذي تغيّرت قواعد اللعبة عنده فجأة فسمح لنفسه أن يدمِّر لبنان باسم الدين. وإلا فلو أنهم صدقوا في رفع راية التوحيد لكانوا على بصيرة من أمرهم، وما تحولنا من دمار إلى دمار.

حماس متلونة
(5) وحماس تتغير قواعد اللعبة عندها من حين لآخر، بناء على تغير مصالحها للحفاظ على مكتسباتها الفانية، فمن قال أن حماس تراعي مصالح الناس وتعمل بشرع الله ـ تعالى ـ فهو حتماً واهم مضلَّل.
(6) وحمّاس جماعة ذكية في تضليل الناس وبالأخص تضليل العوام منهم، فكما أن حماس تضلل الناس عن الحق، فهي تضللهم عن العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، وبالتالي فإن التضليل والتلبيس واستعمال أنواع الحيلة والتحايل باستخدام الفتاوى المزوَّرة من أهم الأسس التي تقوم عليها هذه الحركة الفاشلة.
(7) وحماس على استعداد أن تجعل من غزة مقبرة لمن فيها من المسلمين، قبل أن تجعلها مقبرة لليهود ـ بزعمها ـ لأنها تجد وغيرها من جماعات الهوى والضلال أن الذي يجري على أرض غزة يتهدد كيانها بالاستئصال، فحماس اختبأت في أوساط الناس تزعم أنها من الناس للناس، فدمَّرت المنازل والمساجد والمدارس والمستشفيات.
(8) وحماس في ظل هذه الظروف الراهنة تريد أن تجعل لصوتها امتداداً في العالم، إمعاناً في التضليل ليزداد الصف المسلم تفرقاً.
(9) وحماس تستعمل كثيراً من المشايخ السذَّج ورقة لترويج ضلالها حتى تكسب مزيداً من التأييد في وسط العوام الذين بات يتضح للجميع أنهم يجهلون هويتها في تدمير الدين بعد أن عملت على تدميرهم.

حماس مهزومة
(10) وحماس مهزومة وسوف تستمر هزيمتها على نطاق أوسع لأنها تكذب على الناس في اتفاقياتها، وعندها القدرة على التملص والروغان بشكل يحيِّر العقلاء، لكنها لن تستمر طويلاً إذا صار الناس على بيِّنة من أمرها وصاروا إلى قناعة تامة أن هذه الجماعة؛ جماعة تلعب على العاطفة وتلعب على الدين.
حماس من الخوارج
(11) وحماس على رأس الحركات الضالة، وجماعات الأهواء في تغذية روح الخروج على ولاة الأمر (العلماء الحكماء قبل السّاسة الأمراء) متأثرة بمنهاج الشيعة عموماً والرافضة خصوصاً، وما القاعدة (الخوارج العصريون، السلفية الجهادية) ـ بقيادة ابن لادن، والظواهري، وسفر الحوالي، وسلمان العودة، وابن حسان، وغيرهم من الضلاّل المنتشرين هنا وهناك ـ إلا وليدة فكرها وربيبة هواها ومنطلق خروجها.
(12) وحماس والقاعدة والرافضة (توائم الخروج) يجتمعون على السنة وأهلها، ويفترقون:
فعلى رأس افتراقهم شدة كيدهم لأهل السنة استدراجاً من التقية المدهونة إلى المواجهة الصريحة الملعونة، فالرافضة صانعة التقية باتت تقيتها مكشوفة، فلبستها حماس ثم القاعدة والأخيرة الآن أشدهم تلبيساً وتقية.
ويفترقون أيضاً: عند إرادة تغليب ضلال كل فئة منهم على ضلال الآخر. بحيث تعمل الرافضة على أن يغلب دينها دين الخوارج، وتعمل الخوارج على أن يغلب دينها دين الرافضة، ويدفع أهل السنة عموماً ثمن الصراع الآتي بين الطرفين، وحماس استمرت مقبولة عند الناس لأنها ضللت ـ كما ذكرنا ـ ولأنها خلَّطت، لكنها لمّا أرادت الآن أن تتسلق بجهلها تبتغي العملقة والهيمنة لتأثرها بمنهج الشيعة السياسي على الرافضة التي سبقتها في الظهور، تركتها لاحقتها وفقسها القاعدة لتعود قزماً تنقسم في نهاية مطافها إلى قسمين فيذوب كل قسم في واحد من الاثنين الرافضة والقاعدة.
والثلاثة يفترقون في الوصول إلى نصيبهم المقدَّر من الدنيا، نهباً للخيرات وبعثرة لها، وتخمة في الحرام. فالقاسم المشترك أن هذه الفرق الثلاثة تتسارع في الحصول على قصعتها من الدنيا كالذئاب الضارية، ولو أنها ترتكب في سبيل ذلك أكبر الحماقات.
حماس جسر واضح المعالم لتوسيع دائرة الفتن
(13) ونحذِّر بأن حماس ستوسع ـ وهي في طريق ذوبانها ـ دائرة فسادها وفتنتها نقمةً لتنقله إلى بلدان أخرى: مثل مصر والسعودية واليمن التي تنعكس في النهاية ـ آثار الصراع فيها ـ على بلاد الشام ثانية ليكون حسمها في لبنان وسوريا.

حماس ليست منصورة ولا هي من الطائفة المنصورة
(14) من وصف حماس بأنها الجماعة أو من الطائفة المنصورة فهو غبي حاقد على أهل السنة وأهلها، وهو ضال مضلّ. فحماس ليست من الطائفة المنصورة لا من قريب ولا من بعيد، بل حماس هدّامة تعمل على هدم أصول الدعوة السلفية من أساسها.
(15) ومن انتسب للحديث وأهله من مشايخ حماس والإخوان وغيرهم من المبتدعة وأهل الأهواء فانتسابه باطل بنص الكتاب والسنة، وانتساب لتزوير الحقائق، قال العلامة الشيخ محمد الخضر حسين في كتابه "الدعوة إلى الإصلاح":
"ومن الناس من يضمر في نفسه لُبانة لا تنالها يده إلا بمساعدة قومه، فينصب اسم الإصلاح شَرَكاً لاستعطافهم والتفافهم حوله، فإذا ضحك الإقبال في وجهـه، وحان قطاف أمنيته: انصرف عن معاضدة العدل، وعرَّى أفراس الدعوة ورواحلها".!!!!!
وقال ـ رحمه الله ـ:
"تهافت كثير من أصحاب الضمائر المعتلَّة على منصب الدعوة، واجتهدوا في كتم سرائرهم بغاية ما يستطيعون، وما لبثوا أن انكشف سرّهم، وافتضح أمرهم؛ سنَّة الله في الذين يظهرون بغير ما يعلمون من أنفسهم".!!!!!
وقال ـ رحمه الله ـ:
"وهذا ما يجعل أذكياء الناس يحترسون ممن يخرج في زِيِّ مصلحٍ، أشد مما يحذرون المجاهر بإرادة العنت والفساد، فأخو العشيرة إذا ظهر لهم في ثـوب الناصح الأمين؛ انخدع لأقواله أهل الغباوة!!!!! والتبس حاله على كثير من أهل النباهة!!!!! فيجد سبلاً مفتوحة ونفوساً متهيئة لقبول ما يدسّه في مطوي كلامه، ويكنّه تحت اسم الإصلاح من مقاصد سيئة، فيكون كيده أقرب إصابة، وأنفذ رمية من خطر المبارز لهم بالعداوة، والعمل على شقائهم؛ فإن من يكشف لهم عن بطانة صدره: لا يرميهم بالمكايد تحت ستار، ولو رماهم بها في مواربة لوجدوا من شعورهم بطويته ما يحملهم على سوء الظـن به، وينقذهم من الوقوع في حبائله".!!!!!
وقال ـ رحمه الله ـ:
"ونحن نرى الذين يصدّون عن الإسلام من المخالفين له علانية: لم ينالوا بين الأمم الإسلامية إلا خيبةً وخساراً، ورأينا الفئة التي ما برحت تذكر في حساب المسلمين ـ وهي تحمل لهم عداوة الذين أشركوا ـ قد فعلت في فريق من شبابنا؛ ما تقر له عين الأجنبي الذي يحاول أن تكون سلطته خالدة".
وقال ـ رحمه الله ـ:
"والتمييز بين من وقف ينادي للإصلاح صادقاً، ومن لبس قميص المصلح عارية ـ لدنيا يصيبها، أو وجاهة يتباهى بها ـ إنما تهتدي إليه الفراسة المهذبة والاختبار الصحيح.
وقال ـ رحمه الله ـ:
"والشأن في من انطوى صدره على سريرة غير طيبة: أن يبتغي إليها الوسيلة، فإذا أبطأت به ولم تقع عينه إلا على خيبة وإخفاق؛ ملَّ العمل وصرف جهده إلى وسيلة أخرى".!!!!!
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ ينقل عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "كما أن خير الناس الأنبياء، فشر الناس من تشبه بهم من الكذابين وادعى أنه منهم وليس منهم. فخير الناس بعدهم: العلماء، والشهداء، والمتصدقون، والمخلصون، وشر الناس من تشبه بهم يوهم أنه منهم وليس منهم". ["الداء والدواء" (صفحة:55)]
وقال أبو نصر السجزي ـ رحمه الله ـ في رسالته إلى أهل زبيد بعد أن كشف خفايا الكلاَّبية والأشعرية وأنهم غير مثبتين لصفات الله ـ عز وجل ـ:
"والمعتزلة مع سوء مذهبهم أقل ضرراً على عوام أهل السنة من هؤلاء، لأن المعتزلة قد أظهرت مذهبها ولم تستخف ولم تموه، بل قالت: إن الله بذاته في كل مكان، وإنه غير مرئي، وإنه لا سمع له ولا بصر.. والكلابية والأشعرية قد أظهروا الرد على المعتزلة، والذب عن السنة وأهلها..والضرر بهم أكثر من المعتزلة لإظهار أولئك ـ يعني المعتزلة ـ ومجانبتهم أهل السنة، وإخفاء هؤلاء ـ يعني الأشعرية ـ ومخالطتهم أهل الحق".
وقال أيضاً: "والذين بُلي كثير من أهل العلم بهم:المعتزلة، وهم أعداء الأثر وأهله، وكبراؤهم أبو الهذيل العلاف، وجعفر بن مبشر، والنظام، والجاحظ، وأبو علي الجبائي، وابنه أبو هاشم، وأبو القاسم الكعبي البلخي، وقبل هؤلاء: عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وبعدهم، أبو عبد الله البصري، وأبو القاسم الواسطي. وبعدهما: الصاحب إسماعيل بن عباد، وعبد الجبار الأسداباي، كل هؤلاء دعاة إلى الضلالة. ثم بُلي أهل السنة بعد هؤلاء بقوم يدَّعون أنهم من أهل الاتباع، وضررهم أكثر من ضرر المعتزلة وغيرهم".

فساد حماس أعظم من فساد العدو من أهل الحرب

(16) وعليه فإن فساد حماس أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون ابتداءً".
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: "وأعداء الدين نوعان: الكفار، والمنافقون، وقد أمر الله نبيه بجهاد الطائفتين في قوله ـ تعالى ـ في سورة التوبة: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدْ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ..(73) في آيتين من القرآن".
[يشير بذلك ـ رحمه الله ـ إلى الآية رقم (9) من سورة التحريم بعد التوبة] وقال ـ رحمه الله ـ:
"فإذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعاً تخالف الكتاب، ويلبسونها على الناس، ولم تبين للناس: فسد أمر الكتاب، وبدل الدين؛ كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر على أهله".
وقال: "وإذا كان أقوام ليسوا منافقين، لكنهم سمَّاعون للمنافقين: قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقاً؛ وهو مخالف للكتاب وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين كما قال ـ تعالى ـ في سورة التوبة: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأوْضَعُوا خِلالَكُمْ يَبْغُونَكُمْ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ(47).
فلا بد أيضاً من بيان حال هؤلاء؛ بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم، فإن فيهم إيماناً يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين، فلا بد من التحذير من تلك البدع، وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم؛ بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق؛ لكن قالوها ظانين أنها هدى، وأنها خير، وأنها دين؛ ولو لم تكن كذلك لوجب بيان حالها".["مجموع الفتاوى" (28/231-232)]

الدعوة السلفية منصورة بنص الكتاب والسنة لأنها الحجة على الناس

(17) قال الشيخ محمد كرد علي ـ رحمه الله ـ في ترجمته لشيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه "المذكرات": "لو لمعت دعوة ابن تيمية لسلم هذا الدين من تخريف المخرفين على الدهر، ولما سمعنا أحداً في الديار الإسلامية يدعو لغير الله، ولا ضريحاً تشد إليه الرحال بما يخالف الشرع، ولا يعتقد بالكرامات على ما ينكره دين أتى بالتوحيد لا للشرك، ولسلامة العقول لا للخبال والخيال".
وقال: "كان ابن تيمية في النصف الثاني من عمره سراجاً وهاجاً أطفأ بعلمه وعمله شهرة أرباب المظاهر من القضاة والعلماء، وكان الصدر المقدَّم كلما دخل في موضوع ديني أو سياسي، وعبثاً حاول بعض الشافعية والمالكية أن يسلموه للعامة يقتلونه فما استطاعوا أكثر من حجر حريته أشهراً في سجنه، وكان الملوك يحمونه من تعصب خصومه ويعرفون قدره". وقال: "كان يهتم لنشر الدين، والقضاء على البدع بقلبه ولسانه وقلمه، وهمَّهم أن يرضى عنهم السلطان فيبقيهم في مناصبهم ويستميلوا العامة فيقبِّلوا أيديهم".
وراح مرة في ثلة من أصحابه ومعهم حجّارون وأمرهم بقطع صخرة كانت بنهر قلوط بدمشق تزار وينذر لها، فقطعها وأراح المسلمين منها ومن الشرك بها، فأزاح عن المسلمين شبهة كان شرها عظيماً".

إعداد: هشام بن فهمي العارف
18/1/1430 الموافق 14/1/2009